fbpx

اضطراب قلق الانفصال عند الأطفال

نشر على, فبراير 23, 2023. بواسطة mahmoud shabaan

تعتبر مشكلة قلق الانفصال عند الأطفال إحدى المشاكل النفسية التي يتعرض لها الأطفال في الصغر، ويظهر بوضوح فيما بين 9 أشهر إلى 18 شهر الأولي من ولادته، فكثيراً ما تشكو الأمهات من دخول أطفالهن في نوبة من البكاء الشديد والصراخ بشكل هستيري بمجرد الابتعاد عن الطفل وذهابها للعمل أو ذهاب الطفل نفسه إلى الحضانة.

وما يترتب علي ذلك من القلق الذي يصيب الأمهات ومقدمي الرعاية من كيفية التصرف بشكل سليم تجاه هذا الموقف وهذا ما يعرف في علم النفس ب “قلق الانفصال عند الطفل” وهذا هو محور الحديث في هذا المقال.

تعريف قلق الانفصال؟

القلق الانفصالي أو قلق الانفصال عند الأطفال هي مرحلة من مراحل نمو الطفل الطبيعية، حث أن خوف الطفل من الانفصال خاصة عن الأم يزعجه ويضايقه كامر طبيعيا، حيث ينتاب الطفل الشعور بالقلق والذعر ويظهر هذا جلياً في البكاء نتيجة فكرة الانفصال عن الوالدين أو أحدهما، وعادة ما يحدث هذا في حالة تخوف الطفل من أن يترك وحده مع شخص غير والديه وفي كثير من الأحيان لا تكون البيئة المحيطة بالطفل مريحة ولهذا لا يرغب أن يبقي وحده.

ويعاني معظم الأطفال من هذا القلق أو الخوف خاصة في حالة الانفصال عن الأم في مرحلة الرضاعة المبكر أو حتى فيما بعد وصولاً إلى العام الرابعة من عمر الطفل، وخوف الطفل من الانفصال أمر طبيعي علي المستوى العاطفي لان الطفل يرتبط أكثر بأمه التي تلبي له احتياجاته العاطفية من الحنان والرعاية والأمان، وغيرها من متطلباته الأخرى مثل الرضاعة والنظافة الشخصية والاهتمام بكل ما يخصه، ويلي الأم في ذلك المحيط الذي يعتاده الطفل هو الأب ومن ثم الإخوة وربما الأجداد إن كان الطفل يراهم ويعتنون به في بعض الأوقات وغير ذلك.

قد يختلف الأمر من طفل لآخر بحسب طبيعة الطفل فقد يكون أحد الأطفال اجتماعياً بدرجة كبيرة ويألف الأشخاص الغرباء ويبتسم في وجوه من يحملونه ولو لأول مرة، بينما يبكي آخر إذا حمله شخص غريب غير معتاد عليه، لكن حتى الطفل الذي يتمتع ببساطة ولديه ألفة اجتماعية سيرغب في رؤية أمه أو أحدا ممن اعتاد عليهم في لحظة ما إذا حمله شخص غريب.

تظهر مشكلة قلق الانفصال عند الأطفال بدرجة عالية وبوضوح شديد إذا تعرض الطفل للانفصال عن أبويه وذاق ألم التجربة بسبب سفر مفاجئ للوالدين أو مرض الأم أو حدوث مشاكل بين الوالدين سواء كان هذا الأمر في مرحلة الرضاعة أو ما بعدها.

ما هي الصورة المرضية لاضطراب قلق الانفصال عند الأطفال؟

يتم تشخيص اضطراب قلق الانفصال عند الأطفال في حالة ما إذا كان هناك قلق مبالغ فيه بسبب البعد عن الشخص الذي يألفه الطفل من مقدمي الرعاية سواء كانت الأم أو الأب أو الشخص الذي يحل محلهما، ولا تتوافق شدة المرض مع المرحلة العمرية لنمو الطفل الطبيعي.

يعبر الطفل عن شعوره بقلق الانفصال بحالة من التوتر الشديد والقلق المرتبط بفكرة الانفصال عن ذلك الشخص العزيز سواء كان الأم أو الأب أو الشخص المعتني بالطفل ويقدم له الرعاية، ويظهر هذا القلق والذعر في أشكال عديدة مثل رفض الطفل أن يذهب إلى المدرسة أو الخوف الشديد أن يترك والده أو والدته في أي فترة، وبعض الأطفال يشتكي من شكاوى جسمانية عديدة مثل الصداع والقيء وآلام في المعدة بمجرد توقعه أن أحد والديه سيبتعد عنه.

وأنواع قلق الانفصال تكاد تكون متشابهة في الأعراض ولكي يتم تشخص قلق الانفصال كاضطراب نفسي يصيب الأطفال لا بد أن يعاني الطفل من 3 أو 4 أعراض من الأعراض الآتية لمدة لا تقل عن شهر.

1-  الشعور بالتوتر الشديد بشكل متكرر في حالة ابتعاد أحد الوالدين عن المنزل أو من يحل محلهم من مقدمي الرعاية للطفل.

2-  تكرار الأحلام المزعجة والكوابيس والتي تدور حول فكرة بعده عن والديه.

3-  الشعور بالخوف الشديد من فكرة إصابة أو فقدان أحد الوالدين أو من يحل محلهم من مقدمي الرعاية الصحية.

4-  الخوف الشديد من كون حدث ما سيؤدي إلى انفصاله عن الوالدين.

5-  الخوف الشديد من البقاء وحيداً في المنزل دون والديه.

6-  حالة الإصرار الشديدة من عدم الذهاب إلى الفراش للنوم إلا في حالة وجود الوالدين أو شخصاً يرتبط به لينام معه.

7-  رفض الطفل النوم خارج المنزل.

8-  تكرار الشكوى من الأم بالجسم في حالة الإحساس سيبتعد عنه أو مجرد توقع ذلك.

9-  البكاء الشديد في حالة ابتعاد الأهل عن الأنظار.

10-  الخوف الشديد من أي شخص غريب.

11-  التشبث بثياب الوالدين.

12-  الصمت الشديد لطفل من عادته أنه كثير الكلام.

13-  السكوت والطمأنينة إذا ضمه أحد الوالدين إلى حضنه.

14-  الإفراط في القلق من الاختطاف أو الضياع.

موضوعات ذات صلة

علاج اضطراب التوحد لدي الأطفال

تعديل سلوكيات الأطفال الجنسية | الأسباب والعلاج

أسباب اضطراب قلق الانفصال عند الأطفال؟

تتساءل العديد من الأمهات بشكل خاص لماذا يصاب الطفل بقلق الانفصال فهن أكثر من يعاني من هذه الاضطرابات وعادة ما يكون قلق الطفل خوفه من الابتعاد عن الأم كونها مركز الحنان والعطف.

هناك مجموعة من العوامل المشتركة التي تؤثر بشدة في معاناة الطفل من قلق الانفصال مثل العوامل النفسية والعوامل الاجتماعية بالإضافة إلى طبيعة الطفل كان يكون من طبيعته فالطفل اللصوق والمشوش وسريع الاستثارة والذي لا يتكيف مع الروتين اليومي بسهولة يكزن أكثر عرضة للإصابة بقلق الانفصال، كذلك كونه أو معتاداً علي الابتعاد عن المواقف التي لم يعتد عليها فإنه يكون أكثر عرضة بقلق الانفصال وغيرها من اضطرابات القلق كالرهاب الاجتماعي أو مثل اضطراب القلق العام.

من خلال متابعة الأطفال وجد أنه مع حدوث الخجل عند الطفل فإن ذلك يكون مصحوباً مجموعة من التغيرات العصبية والفسيولوجية مثل ارتفاع عدد ضربات القلب في وضع الراحة كذلك مع العمليات التي تحتاج إلى زيادة التركيز والانتباه، بالإضافة أيضا إلى زيادة إفراز هرمون للكورتيزول في اللعاب والكاتيكول أمين في البول مع اتساع في حدقة العين.

لا شك أن تعلق الطفل بأمه علي سبيل الخصوص من العوامل المؤثرة في ظهور قلق الانفصال، غير أن من طبيعة الأم القلوقة من عادتها أنها تشعر بالتهديد نحو أطفالها وتعتقد دائماً أن خطراً ما سيصيبهم، وبالطبع فإن هذا الخوف والقلق الغير مبررين سينعكس أيضا على علاقة الأم بطفلها فتحاول دائماً أن تطمئن نفسها ويكون بأسلوب مرضي يؤدي في نهاية المطاف ارتباط مرضي بالطفل وعادة ما ينشا الطفل في هذه الحالة في أسرة تسرف كثيراً في الرعاية والاهتمام.

ظهور التوتر الأسري والمشاكل التي تقلل من الراحة النفسية والاطمئنان لدى الطفل ووجود الطفل في محيط أسري مضطرب عادة ما يزعزع من شعور الطفل بالأمان وهذا بالطبع يؤدي إلى ظهور قلق الانفصال لخوف الطفل من فقدان الرعاية والحماية، وخاصة إذا حدث بعض الأمور الطارئة كسفر أحد أفراد الأسرة أو الانتقال إلى سكن جديد.

والتعامل مع جيران جدد وفقدان الجيرة التي تعود عليها أو ربما نقله إلى مدرسة جديدة إلا أن هذه المؤثرات والعوامل من انتقال لسكن جديد أو مدرسة جديدة لا تؤثر إلا على طفل عنده استعداد للمرض وليس كل الأطفال يصابوا باضطراب قلق الانفصال من مثل هذه الحوادث الطارئة.

بالإضافة إلى العوامل الأخرى التي قد تساعد في تطور اضطراب قلق الانفصال عند الأطفال مثل التعب والجوع، والمرض حتى لو كان خفيفاً، والتغيرات في روتين المنزل، والتغيرات الأسرية كولادة طفل جديد، الطلاق، استبدال المربية.

هل تلعب الوراثة دوراً في الإصابة بقلق الانفصال عند الأطفال؟

لقد حاولت العديد من الدراسات الإجابة عن هذا السؤال فوجدت ثلث الأشخاص المصابين بحالات القلق بشكل عام لديهم يكون لديهم بعض العوامل الوراثية التي تؤدي إلى معاناتهم من هذه الاضطرابات والتي تظهر بشكل مبدئي في شكل الحالة المزاجية للطفل كأفعاله الانعزالية أو الخجل الشديد.

لكن بفضل الله تعالى فإن ثلثي الحالات التي تعاني من الخجل والعزلة المجتمعية لا تصاب فيما بعد من أي اضطرابات متعلقة بالقلق، وكان آخر ما توصلت إليه الأبحاث والدراسات بأن ما يتوارثه الطفل من الوالدين هو “الاستعداد المرضي” فحسب وليس المرض وتبقي العوامل النفسية والاجتماعية العامل الأكبر لظهور المرض أو أن يفلت الطفل منه.

كيفية علاج قلق الانفصال عند الأطفال؟

يتم علاج اضطراب قلق الانفصال عند الأطفال من خلال مجموعة من العلاجات والتي تتضمن ما يلي:-

أولاً العلاج المعرفي السلوكي:- ولعله أنسب أنواع العلاج المستخدمة في علاج اضطراب قلق الانفصال عند الأطفال وأكثرها فاعلية، ويركز هذا النوع من العلاج على تعريض الطفل لمواقف قلقة انفصالية لمنع استجابة حالة القلق المرتبطة بها، مع وضع برامج واستراتيجيات معرفية وتدريبات تساعد علي الاسترخاء لمساعدة الطفل على السيطرة على القلق.

ثانياً العلاج النفسي: يتم الاعتماد في هذا العلاج على فهم المعنى اللاشعوري للأعراض التي يعاني منها الطفل وتقوية شخصية الطفل لتحمل المواقف التي تسبب قلق الانفصال ويتم هذا من خلال الالتزام بالجلسات النفسية التي تتم داخل إحدى العيادات النفسية.

ثالثاً العلاج الأسري:- قد يعتقد الوالدان أن ما يفعله الطفل نوعاً من الضلع ، لذا يفضي العلاج الأسري إلى إقناع الوالدين أن هذا الاضطراب أحد الاضطرابات النفسية التي يعاني منها الأطفال وليس كما يعتقدون أنه نوع من الدلع ، وعلاجه يكون بالتفهم وليس بالحزم غير مبرر مع أهمية بناء علاقة عاطفية مع الطفل بشكل مستمر خاصة خلال السنوات الأولى من عمر الطفل، بالإضافة إلى المحافظة على جو الهدوء الأسري وحل المشاكل الأسرية بعيداً عنه.

رابعاً العلاج الطبي:- يقوم الطبيب النفسي المعالج بإعطاء الطفل بعض العقاقير والأدوية التي تقلل من وتيرة القلق والهلع الناتج عن قلق الانفصال بالإضافة إلى مضادات الاكتئاب.

مصدر 1

مصدر2

عن الكاتب

mahmoud

قراءة المزيد

اكتب ردًا أو تعليقًا

بحث