fbpx

اضطراب التلعثم والتأتأة عند الأطفال

نشر على, فبراير 23, 2023. بواسطة mahmoud shabaan

اضطراب التلعثم والتأتأة عند الأطفال الاضطراب الذي يصيب 1 % من السكان!فالتلعثم ليس أمرا مستغرباً من الأطفال في سن الثانية حتى الخامسة، ففي كثير من الأحيان يكون ضمن تعلم الطفل الكلام وتشكيل الكلمات في جمل وقد يتغلب الطفل علي هذا التلعثم بدون أي تدخل طبي لكن بعضهم قد يظل الأمر مصاحباً له ومن هنا يتسبب له في مشاكل في الدراسة فيما بعد لذا يتطلب علاجا للتلعثم والتأتأة.

ما هو التلعثم والتأتأة عند الأطفال؟

التلعثم والتأتأة عند الأطفال أو التهتهة هو حالة من الاضطراب الحادث في التعبير الخطابي، فيحدث اضطراب في انسياب نظم الكلمات ويتصف بحدوث متكرر لواحدة أو أكثر من الأعراض والمظاهر الآتية:-

1-  تكرار الأصوات والمقاطع اللفظية.

2-  كلمات بشكل متقطع كأن يتوقف أثناء النطق بالكلمات.

3-  مد الصوت وإطالة اللام مثل ” ألعابيي يييييييييي”.

4-  ضم أصوات إلى الكلام مثل ا ا ا دون إخراج كلمات.

5-  جمل اعتراضية.

6-  إحصار صامت أو مسموع بمعني توقفات أثناء سياق الحديث سواء كانت مملوءة أو فارغة.

7-  المواربة أو المداورات فتري الطفل يستعيض عن بعض الكلمات التي يصعب عليه النطق بها فيتجنبها ويختار كلمات أخرى بدليلة يسهل عليه النطق بها.

8-  إطلاق كلمات معينة في حالة التوتر الجسدي.

9-  إعادة نفس المقطع اللفظي وبشكل خاص في أول الكلام مثل (أا اا العب).

ما مدى انتشار اضطراب التلعثم والتأتأة عند الأطفال؟

بناءً على الدراسات والأبحاث المختصة التي تمت بشأن الاضطرابات النفسية لدى الأطفال والتي أبانت النتائج الآتية:-

1-  معدل انتشار التاتاه حوالي 1 % من نسبة السكان.

2-  حالات التأتأة أكثر حدوثاً لدي الأطفال الصغار والتي تتلاشي بزيادة عمر الطفل.

3-  حوالي 80 % من الأطفال يعانون من التهتهة والتي تتلاشي بشكل تلقائي في أغلب الأحيان.

4-  معدل حدوث التهتهة تكون في الذكور أكبر وتبلغ النسبة 4:1 مقارنة بالإناث.

موضوعات ذات صلة

التبول اللاإرادي عند الأطفال

اضطرابات الطعام عند الأطفال

ما هي أسباب اضطراب التلعثم والتأتأة عند الأطفال؟

أن حدوث التلعثم والتأتأة عند الأطفال لها أكثر من عامل مسبب ومن العوامل التي تتسبب في حدوث التلعثم والتأتأة عند الأطفال:-

أولاً الأسباب العضوية:-

-قد يكون خلف اضطراب التلعثم والتأتأة عند الأطفال حدوث خلل في الإدراك السمعي ويبدو هذا في صورة تأخر وصول المعلومات المرتدة وهو ما يسمى ب “نظرية التدخل السمعي”.

-قد ينتج التلعثم والتأتأة عند الأطفال نتيجة أسباب عضوية مثل عدم اكتمال الفص الجانبي السائد للمخ، ومن خلال الاطلاع على رسم المخ EEG لدي بعض الأطفال الذين يعانون من التهتهة وجد وجود اضطراب في موجات رسم المخ في الجانب السائد الأيمن من المخ، مقارنة بالأطفال الذين لا يعانون من التلعثم أو الثأثأة فأنهم يعانون من اضطراب في موجات الجانب السائد الأيسر من المخ.

-ربط حدوث التهتهة بحدوث تشوش في حركة العضلات وهو ما يسمى “نظرية اضطراب التوقيت” فتكون التهتهة نتيجة التشويش في احد العضلات التي لها علاقة بالكلام مثل الشفتين أو الفك، لذا فمن الضروري علي الأهل أن يعرفوا أن عوامل النطق الصحيح وسلامته تتطلب من الناحية العضوية ما يلي:-

  •   سلامة الأذن التي تستقبل الصوت.
  •   سلامة الدماغ الذي يحلل الصوت.

ثانياً الأسباب البيئية:-

– لا شك في أن   تأثير العوامل البيئية يكون أقوى وأشد بكثير من العوامل النفسية والعضوية ويبدأ ذاك التأثير في السنة الثانية من العمر، بالإضافة إلى أن الضغط النفسي قد يساهم بشكل أساسي في إظهار هذه العلة ففي بعض الحيان نري بعض الأهل يجبرون الطفل علي الكلام وهو لا يزال في الثانية أو الثالثة من العمر وهذا قد يكون السبب في حدوث اضطرابات في الكلام.

– التعقيبات التي يستخدمها الآباء والأمهات مع الطفل كان يطلبون منهم التحدث ببطء في حالة السرعة في الكلام أو يقولون للطفل كن حذرا، أو يأمروا الطفل بإعادة الكلمات التي تلعثم فيها ولا شك أن هذه التعقيبات تجعل الطفل في حالة أكبر من القلق والتوتر، مما يؤدي إلى تفاقم المشكلة.

– سوء معاملة الطفل سواء في الحضانة أو المدرسة مع استخدام العقاب الشديد دون مراعاة لمشاعره الأمر الذي يفقده الإحساس بالأمان فإن ذلك يؤدي إلى اضطراب نفسي ويظهر في صورة تلعثم في الكلام.

– قد يستمر الأطفال علي التلعثم واستخدام لغتهم الطفولية نظراً لتشجيع الكبار لهم علي استخدام هذه اللغة وأسلوب الدلال الذي تربي عليه.

– بناء ً علي نظرية التعلم وان فاقد الشيء لا يعطيه فإن الطفل الذي لا تحدثه أمه ولا تناغيه فعادة ما يعاني من حدوث تأتأة وتلعثم، ومن خلال نظرية التعلم نجد أن هناك تجاوب بين وجود عوامل بيئة وبين حدوث التلعثم لدي الأطفال.

ثالثاً الأسباب النفسية والأسرية:-

لا شك أن الجدل العنيف والمستمر داخل الأسرة ووجود الخلاف بين الوالدين وعدم توافر جانب من الجو الهادئ وحدوث التوتر داخل الأسرة لا شك أن ذلك مصدر قلق لكثير من الأطفال والذي يفقد الطفل العيش في جو هادئ وبالتالي يحدث تلعثم لدى الطفل.

– خوف الطفل من أن يبدو بطيئا أو بليداً وخوفه من الانتقاد من قبل الآخرين يجعله يتوقع أنه لن يتكلم بصورة جيدة.

– يشير بعض علماء النفس أن التلعثم عبارة عن عارض عصبي يكمن خلفه رغبات عدوانية مكبوته وهذا يعني أن التأتأه تعد تأجيلاً مؤقتاً للعدوان فيعد عدم تعبير الطفل عن مشاعر الغضب الذي يعيشه يعد سبباً رئيسياً من أسباب التلعثم.

لكن هل العوامل الوراثية لها دور في تلعثم الأطفال وإصابتهم ب إضراب الثأثأة؟ في الحقيقة لا يوجد دليل علمي علي ارتباط التلعثم والتأتأة بالوراثة، لكن بناءً على الأبحاث فقد وجد أن هناك حوالي % من حالات التلعثم لدي الأطفال كان لديهم أحد في عائلتهم متلعثم أو قد تلعثم من قبل.

متى يجب استشارة الطبيب؟

ينبغي على الأم أو مربي الأطفال أن يستشير الطبيب المختص إذا لاحظ علي الطفل أحد الأعراض الآتية:-

1-   التلعثم يزيد مع الوقت ويكون الطفل أكثر توتر.

2-   يصحب التلعثم حركات جسدية وخاصة حركات في عضلات الوجه.

3-   يتفادى الطفل المواقف التي تستدعي الحديث.

4-  توتر في الصوت ينتج عنه ارتفاع في حدة الصوت.

5-  حين يشعر الطفل بالتوتر نتيجة الكلام، فكلما تكلم كلما شعر بحالة من التوتر.

6-  في حالة استمرار التلعثم والتأتأة عند الأطفال بعد سن الخامسة.

هل سيظل الطفل يعاني من التلعثم طول حياته؟

السؤال الذي يشغل بال العديد من الأمهات والآباء هو “هل سيظل طفلي هكذا”؟

  • يعد التلعثم والتأتأة عند الأطفال من الاضطرابات طويلة الأمد، وقد تختفي جزئياً لمدة أسابيع أو شهور وأحيانا تظهر التهتهة بشكل عنيف خاصة عند الأطفال الذين يقعون تحت ضغوط التواصل.
  • هناك من 50 % إلى 80 % من حالات اضطرابات التلعثم والتأتأة عند الأطفال يشفون بشكل تلقائي دون تدخل علاجي.
  • الأطفال الذين لديهم تلعثم وتهتهة عند دخولهم المدرسة لا شك أنهم مع استمرار التلعثم يعانون من تكوين صداقات وتواصل مع الآخرين.
  • اضطراب التهتهة والتلعثم يزيد مع الطفل في حالة ما إذا صار مراهقاً ثم شاباً فتجد أن طموحاته وأداءه الاجتماعي والمهني يقل.

كيفية علاج اضطراب التهتهة والتلعثم عند الأطفال؟

يتم علاج التلعثم والتأتأة عند الأطفال من خلال ما يلي:-

أولاً العلاج الكلامي المباشر:- حيث يتم التعامل مع التهتهة لدي الأطفال بشكل مباشر وذلك بتلقين الطفل الكلمات بشكل سليم وواضح مع تكرير الطفل نطق تلك الكلمات.

ثانياً تقليل التوتر والقلق الذي يعاني منه الطفل عند الحديث:- ويتم ذلك من خلال محاولات تعليم الطفل كيفية التقليل من التوتر والقلق أثناء الحديث ويتم الاستعانة بتمرينات الاسترخاء والتنفس وقد أثبتت هذه الطريقة فاعليتها حيث يتعلم الطفل كيفية النطق بهدوء وتروي وبدون استعجال.

والعلاج الأكثر حداثة في علاج اضطراب التلعثم والتأتأة عند الأطفال هو العلاج السلوكي ويوجد لهذا النوع من العلاج عدة طرق متبعة في علاج اضطراب التأتأة عند الطفل نذكر منها:-

1-الإلقاء الجماعي وفيها يتم إعطاء الطفل ومن معه من الأطفال مجموعة من النصوص المكتوبة أما آيات قرآنية أو أناشيد أو ما شابه ذلك ثم إلقاء هذه النصوص بشكل جماعي وفي حالة أن يهرب منه جملة أو حرف عليه أن يتركه ويلحق زملائه، وعلي الوالدين والشخص المعالج ملاحظة التقدم بأن يقل عدد الكلمات والجمل التي تقل منه بشكل تدريجي وعمل سجل بدرجات كل محاولة مع تحفيز الطفل بالمدح المستمر وتحفيزه برحلة كلما كان مستوي الكلمات التي تهرب منه أقل.

2-الإلقاء مع التسجيل فيتم تسجيل بعض النصوص أما آيات قرآنية أو أناشيد ثم يقوم الطفل بحفظ هذه النصوص ثم يتم إجراء الكلام مع النص المسجل ويتم تنفيذ ما حدث في الأسلوب السابق من عمل تسجيل للكلمات التي تهرب منه مع اتباع أساليب التحفيز من مدح وغيره.

مصدر 1

مصدر 2

عن الكاتب

mahmoud

قراءة المزيد

اكتب ردًا أو تعليقًا

بحث