خصائص الإعاقة الذهنية
خصائص الإعاقة الذهنية تم تحديدها على مدار عدة سنوات من البحث من قبل الأطباء وعلماء النفس وخضعت للكثير من التعديلات والتغييرات التي أسهمت في دراستها بشكل أكثر تفصيلًا وتحديدًا، والوقوف على تعريفها ومدى ملائمة الشخص لنيل هذا اللقب، وما هي الأسباب التي تؤدي للإصابة بها وما الذي يمكن فعله للتعامل الصحيح مع ذوي تلك الإعاقة، ومن يحق له ذلك من الأساس وهل يمكن لتلك الفئة أن تكون قابلة للتعلم وما الذي يميز هؤلاء عن غيرهم هذا ما نناقشه فى النقاط التالية حول خصائص الإعاقة الذهنية.
جدول المحتويات
تعريف الإعاقة الذهنية
لم يكن لمصطلح “الإعاقة الذهنية” وجود قبل القرن العشرين، فكان هناك مصطلحات أكثر حدة فى وصف تلك الحالة الذهنية التي تصيب أكثر من 2% من سكان العالم، من أمثلة تلك المصطلحات ما كان يعدها من خصائص الإعاقة الذهنية كوصفها بـ”التخلف العقلي” والذي كان يعد متداولًا قبل منتصف القرن العشرين (يعتبر العالم إدجار دول أول من أعطى تعريفًا لها) وتم استبداله بمصطلح الإعاقة الذهنية بعد ذلك، ويمكن تعريف الإعاقة الذهنية بعدة تعريفات اشملها:
- تعرف الإعاقة الذهنية بأنها اضطراب فى القدرات الذهنية والعقلية لدى الشخص تؤدي لإنخفاض شديد في معدل درجات اختبارات الذكاء (درجات الإعاقة الذهنية أقل من 70%) وضعف قدرة العقل على إتمام العمليات العقلية الأساسية (كالذاكرة والإدراك) وضعف القدرة على التكيف مع الظروف الحياتية والمهارات الاجتماعية اللازمة.
- حيث يتم التعرف على ذلك الاضطراب من خلال عدة اختبارات يقوم بها المتخصصون، فلا يمكن الاعتماد على نسبة اختبار الذكاء وحدها بل لابد من أن يرافقها ضعف واضح فى تكيف سلوكه مع البيئة المحيطة به، وبغض النظر عن منشأ تلك الإعاقة (جينية منذ الولادة أم عرضية نتيجة حادث أو مرض) فعلى سبيل المثال قد تعطي نتيجة اختبار الذكاء نسبة قليلة لكنه لديه سلوك تكيفي عالي فى هذه الحالة لا يوصف بالإعاقة الذهنية.
الفرق بين الإعاقة الذهنية والإعاقة العقلية
من شرحنا لتعريف مفهوم الإعاقة الذهنية يمكننا استنتاج أنه لا يوجد فرق بين المفهومين وإنما تعد مسميات تغيرت عبر الزمن لاعتبارات كثيرة فى خصائص الإعاقة الذهنية كالبعد الاجتماعي والعرفي فكل تلك المسميات “إعاقة عقلية، تخلف عقلي، ضعف عقلي، تأخر عقلي” تشير إلى المسمى الذي اختير حديثًا وهو الإعاقة الذهنية والذي هو معرض للتغيير أيضًا إذا تطلب الأمر ذلك.
أسباب الإعاقة الذهنية
تشير الإحصائيات إلى أن نسبة الإصابات بالإعاقة الذهنية التي ترجع إلى أسباب وراثية تقدر بـ25% وجزء كبير من الإصابات لأسباب غير معروفة حتى الآن، ويمكن تلخيص الأسباب المعروفة إلى:
- قبل الولادة: أسباب الإصابة بالإعاقات الذهنية قبل الولادة أي أثناء فترة الحمل وما قبلها:
- إصابة أو حمل أحد الأبوين لجين وراثي لأحد الأمراض التي تؤدي للإعاقة الذهنية مثل اضطرابات الغدة الدرقية وداء الورم العصبي الليفي.
- بعض المتلازمات المرضية التي تنتج عن خلل فى بعض الكروموسومات سواء لأسباب وراثية أو غير معروفة.
- عدم حصول الأم الحامل على القدر الكافي من المواد الغذائية وإصابتها بنقص فى بعض الفيتامينات التي تؤثر على الصحة العقلية للجنين.
- تناول الأم بعض الأطعمة والمواد الضارة والسامة خاصة فى الثلاث أشهر الأولى للحمل كالأسماك التي تحتوي على نسبة عالية من الزئبق أو فيتامين أ بنسبة كبيرة والذي يوجد بكثرة فى كبد الأبقار وغيرها.
- تناول الأدوية المحظور تناولها أثناء الحمل مثل مضادات الاكتئاب والمضادات الحيوية.
- تعاطي المخدرات بكامل أشكالها أثناء الحمل.
- أثناء الولادة: من الممكن حدوث بعض المشكلات أثناء عملية الولادة التي تؤدي إلى الإصابة بالإعاقة الذهنية نتيجة تأثر المخ أو جزء منه كحدوث نقص في الاكسجين الذي يصل إلى المخ أو حدوث صدمة أو رضوض في الدماغ أو عدوى مرضية.
- بعد الولادة: ولادة الطفل بدون أي مشكلة فى الصحة العقلية لا تعني أنه ليس معرض للإصابة بها خاصة خلال فترة نموه من الولادة إلى سن الـ18 عام حيث تعد أي إصابة نتيجة مرض أو حادث خطر كبير قد تؤدي لإصابته بالإعاقة الذهنية.
اقرا أيضًا: أضرار أدوية الاكتئاب
خصائص الإعاقة الذهنية
تتعلق خصائص الإعاقة الذهنية للمصابين بها بعدة جوانب منها:
- الجانب الجسدي: من المظاهر الجسمية لذوي الإعاقات الذهنية نقص فى النمو العام بالمقارنة بأقرانهم من نفس العمر، فنجد أن أوزانهم وأطوالهم تقع فى المنحنيات السفلى في معدلات النمو، قد يصاحب الإعاقة بعض التشوهات الوراثية والجينية خاصة فى حجم الرأس والأطراف، يعيش ذوي الإعاقة الذهنية بعمر أقل من المتوسط فى الغالب وذلك ضعف المناعة وكثرة إصابتهم بأمراض أخرى بجانب الإعاقة وصعوبة اعتنائهم بأنفسهم.
- الجانب اللغوي: من خصائص الإعاقة الذهنية ضعف الجانب اللغوي ويظهر ذلك واضحًا من العام الأول من عمر الطفل حيث يكون متأخرًا في التحصيل اللغوي ويصاحبه في العادة مشكلات في النطق.
- الجانب العقلي: تظهر خصائص الإعاقة الذهنية في السلوك العقلي والمعرفي من خلال:
- لديهم قدر ضئيل من القدرة على فهم الأمور المجردة لذلك يفضل تعليمهم من خلال المواد الأدوات الحسية وتبسيط المفاهيم قدر الإمكان.
- يصاحب الإعاقة في الغالب قدرة ضئيلة على التذكر والتركيز والإدراك وهي أساس مشكلات التعلم لديهم.
- لديهم خلل في إدراك بعض العمليات الإدراكية البسيطة كالتعميم والتشبيه والكناية والمجاز وغيرها.
- الجانب الانفعالي: يحدث لدى المصاب بالإعاقة الذهنية خلل في النمو الإنفعالي فيظهر عليه عدة علامات تميزه مثل:
- قليل التحكم في انفعالاته وتصل إلى ردود الفعل المبالغ فيها والتي قد تميل للعنف أو عدم المبالاة والانطواء.
- يثار سريعًا ولذلك تضعف قدرته على تكوين العلاقات.
- يجد ملاذه أغلب الوقت في أنشطة من يصغرونه سنًا.
- يعاني من عدم الشعور بالأمان وضعف قدراته وعدم تقديره لذاته.
خصائص المعاقين عقليا القابلين للتعلم
بالرغم من أن الإعاقة الذهنية تؤثر على كثير من قدرات الفرد وسلوكه التكيفي والاجتماعي وقدرته على التعلم إلا أنه هناك فئة منهم قابلة للتعلم والتدريب بما يتناسب معها من طرق وأساليب وأدوات التعلم التي تصل بهم إلى أن يصبحوا أفراد مستقلين يمكنهم الإعتماد بأكبر قدر على ذواتهم، ذكرنا خصائص الإعاقة الذهنية التي تشترك فيها جميع فئات تصنيفها إلا أن خصائص المعاقين القابلين للتعلم قد تكون أقل شدة وتميز عن باقي الفئات ومنها:
- جسمية وحركية: برغم من اشتراكهم في مع باقي فئات المعاقين ذهنيًا في الضعف الجسدي العام وضعف النمو عن غيرهم من الأسوياء وسرعة إصابتهم بالأمراض، لكنهم يكونون أقرب في السمات الجسمية من الأسوياء وكفاءة الأعضاء الحسية لديهم تعمل بشكل أقل بقليل من الأسوياء.
- الانفعالية والنفسية: يكون المصابين بالإعاقة الذهنية القابلين للتعلم مصابين بنفس المشكلات الانفعالية والنفسية التي يعاني منها جميع المعاقين ذهنيًا وهو ما يبدو واضحًا خلال فترة تعلمهم من شعور بالدونية والقلق وقلة تقدير الذات لعدم قدرتهم على تسيير المواد التعليمية كزملائهم.
- اللغوية: يشترك المعاقين ذهنيًا القابلين للتعلم وغير القابلين للتعلم في الخصائص اللغوية والتي تتسم بضعف عام في اللغة والنطق وقلة الحصيلة اللغوية إلا أن القابلين للتعلم تكون لغتهم إعتيادية بسيطة وليست معقدة الفهم.
- المعرفية والعقلية: بجانب الخصائص العقلية التي يتصف بها المعاقين ذهنيًا تتميز فئة القابلين للتعلم منهم أن نسب ذكائهم تتراوح بين الـ (50-75) درجة.
اقرأ أيضًا: درجات الإعاقة الذهنية.
خلاصة خصائص الإعاقة الذهنية:
إن الإعاقة الذهنية ليست حديثة الزمن بل وجودها منذ قدم البشرية بالرغم مما يعانيه مصابوها من تهميش أحيانًا وضعف في الإمكانيات التي تساعدهم على التأقلم مع المجتمع المحيط ومن نهاية القرن الماضي وأصبحت دراستها من أهم شواغل العلماء وهو ما جعلهم يهتمون بخصائص الإعاقة الذهنية وتصنيفات عدة لها ليسهل التعامل معها وتحديدها بشكل دقيق ووضع الخطط التدريبية والتعليمية التي تلائم كل فرد منهم.