fbpx

الماسوشية في علم النفس

نشر على, أكتوبر 5, 2022. بواسطة yasmen darwesh
الماسوشية في علم النفس

لابد أنك سمعت يومًا كلمة ماسوشية أو مازوخية كما يسميها البعض عن طريق الأعلام او بعض الأصدقاء وتعتقد أنك لم ترى أحدًا من معارفك يعاني من هذا الاضطراب، ولكن الحقيقة الصادمة أنه يمكن أن يكون هناك الكثيرون ممن تتعامل معهم مصابون بهذا الاضطراب أو أنت مصاب به ولكن لا تعرف.

لذلك من المهم التعرف على مفهوم الماسوشية في علم النفس ومعرفة الأسباب التي قد تؤدي إلى هذا الاضطراب وكل ما يخص هذا الاضطراب النفسي، والجدير بالذكر أن علاج هذا الاضطراب يعتمد على الكثير من العوامل التي بمقدورها جعل العلاج أسهل أو أصعب، بالإضافة إلى التواصل مع مستشفى الوعي الجديد يضمن لك العلاج المناسب لحالتك بأحدث الطرق العالمية.

الماسوشية في علم النفس

يطلق العلماء على الماسوشية في علم النفس العديد من المسميات والتي أشهرها المازوخية، الخضوعية، حب التعرض للعذاب أو اضطراب الشخصية المحبطة للذات، وترجع كل هذه المسميات إلى معنى المازوخية التي يقصد بها تلذذ الشخص بالتعرض للألم والأذى وهذا عكس الطبيعة البشرية التي ترفض الذل والخضوع، وقد يكون لهذا الاضطرب بعد جنسي أيضًا ويؤثر على العلاقة ما بين الزوجين.

السادومازوخية

عند التحدث عن الماسوشية في علم النفس يكثر الحديث والتساؤل عن السادومازوخية (sadomasochism) باعتبارها الحالة التي تصف السادية والمازوخية في آن واحد، فيمكن تعريف السادومازوخية بأنها الحالة التي تجمع بين شخصين أحدهما سادي يتمتع يتلذذ بإيذاء من حوله والآخر يتلذذ بالشعور بالألم والذل، ويوجد حالات يكون فيها الشخص يتمتع بالسادية والمازوخية في نفس الكيان.

حالة السادومازوخية لا تعتبر في أغلب الأحيان مرض وذلك لأنها تقوم على أساس من التراضي بين الطرفين، وليس بغرض التقليل من الشخص المازوخي إنما تعتبر طريقة للتعبير عن الحالة العاطفية في العلاقة الجنسية، ولكن الجدير بالذكر أن هذه الحالة تصنف على كونها مرض عندما تسبب الضرر بشكل جسدي أو نفسي للشخص أو كانت تحتوي على تصرفات شاذة أو مخالفة للدين.

أسباب الإصابة باضطراب الماسوشية

تتعدد أسباب المازوخية الجنسية وتتداخل مثلها كأي مرض نفسي لا يمكن الجزم بوجود سبب أكيد للإصابة بها، وذلك يرجع لتعدد العوامل التي يقف عليها الأمر والتي من أهمها طبيعة استقبال الشخص لما يحدث في حياته والبيئة التي نشأ فيها، وفيما يلي نقدم لكم أكثر الأسباب شيوعا للتعرض لهذا الاضطراب:

  • تحكم الوالدين في الطفل بشكل مبالغ فيه، مما يدفعه للرغبة في الشعور بأن غيره مسيطر عليه.
  • العنف الأسري تجاه الأطفال أو الأم، مما يدفع الطفل بشكل لا إرادي لتقمص دور الضحية تعاطفًا مع الأم على سبيل المثال.
  • الحب المشروط من العائلة.
  • الضغط على الطفل ليصبح مثالي بشكل مبالغ فيه يجعله يتوقع أن يتعرض للإهانة أو النقد ويصل الأمر في النهاية لأن يعتاد على هذا الشعور.
  • مشاهدة الأفلام الإباحية التي تحتوي على مشاهد يكون فيها اللذة الجنسية قائمة على العنف والتعرض للإهانة.
  • بعض الأمراض النفسية مثل الفصام والاكتئاب يمكن أن يكون السبب وراء هذا الاضطراب.
  • التعرض للتحرش أو الاغتصاب في سن صغير.
  • التجارب الجنسي المبكرة.

صفات الرجل المازوخي

يتفق العلماء عند وصف الماسوشية في علم النفس بأن صفات الرجل المازوخي تبدأ في الظهور في سن مبكرة، وتظهر في تعاملاته ومواقفه مع الناس ويختلف مدى ظهور هذه الصفات على مختلف مراحل حياته، ومن أشهر صفات الشخص المازوخي:

  • يتفاعل مع المواقف الإيجابية بحزن.
  • الشعور بالذنب والندم بشكل مبالغ فيه.
  • رفض المساعدة بحجة أنها لا تفيد.
  • تعمد إنهاء العلاقات الجيدة على أسباب تافهة.
  • تناول الطعام بشكل مفرط رغبةً في الشعور بالألم.
  • التسامح مع الأشخاص المؤذية والتي تتسبب بالألم.
  • الخوف من النجاح أو الفشل.
  • تعاطي المخدرات والكحول وصرف الأموال في أمور تافهة.
  • رفض الدفاع عن النفس أو مقاومة الأذى بشكل واضح.
  • التضحية بشكل مفرط ولو كانت على حساب نفسه.
  • الابتعاد عن الأشخاص الذين يعاملونه بشكل جيد.
  • لا يمكن إثارته جنسيًا إلا عن طريق شتمه وإهانته وأحيانًا قد يصل الأمر للضرب، وتعتبر هذه الصفة من أكثر الصفات المميزة للماسوشىة في علم النفس.

درجات المازوخية

تختلف حدة ظهور أعراض المازوخية على الأفراد وذلك بسبب اختلاف طريقة تقبل الضغط وطبيعية البيئة التي نشأ فيها الشخص، وقد يوجد أشخاص يعانون من القليل من صفات المازوخية ولكن هذه الصفات لا تسبب ضرر في حياتهم لذا لا تحتاج هذه الحالات إلى علاج، وقد قسم العلماء الماسوشية في علم النفس إلى ثلاث درجات تختلف حسب حدة الأعراض، وهي:

1_ درجة طفيفة

ويكون فيها الشخص مستمتع بإحساس الرعب، فيقوم بتجربة الأماكن المخيفة أو مشاهدة أفلام تجلب له الشعور بالخوف، أو يقدم التضحيات والتنازلات لكل من حوله أو في العلاقات المؤذية، وهذه الحالة لا تحتاج إلى طبيب للعلاج ولكن تحتاج إلى مراجعة النفس والتفكير السليم.

2_ درجة متوسطة

يتسم الشخص في هذه الدرجة بالتمتع بالتعرض للذل والإهانة ولا يحاول دفع الأذى عن نفسه أنما يتقبله كما هو.

3_ درجة شديدة أو مستعصية

تعد من أصعب الدرجات في علاج الماسوشية في علم النفس ويصل لها الشخص بسبب اهمال تلقي العلاج أو الدعم النفسي، ويقوم فيها المريض بتعمد استفزاز من حوله ليقوم بشتمه أو إهانته وضربة أو قد يطلب ذلك، بالإضافة أنه يقوم بجرح نفسه جروح بالغة.

ما حكم الماسوشية في الإسلام

كما تحدثنا عن الماسوشية في علم النفس يجب أن نذكرها في رأي الدين، ونجد الكثير من الزوجات تتساءل عن حكم الزواج من شخص مازوخي وهل يجوز الزواج من رجل مازوخي أو امرأة مازوخية، ومؤخرًا كثر السؤال من بعض السيدات عن هل يمكن أن أترك زوجي المازوخي، في بداية الإجابة عن هذا السؤال وجب القول إن الفقهاء قديمًا لم يتحدثوا عن هذا المرض ربما لأنه لم يكن شائعًا وقتها أو لأن أصحابه لم يصرحوا به أو قد كان يعتقد أنه ضرب من ضروب الجنون.

في الوقت الحالي يرى أغلب العلماء في الدين والفقهاء أن هذه الأفعال محرمة وذلك لما لها من ضرر نفسي وجسدي بالإضافة أنه يوجد بعض الطلبات الشاذة التي يمنعها الدين في مثل هذه العلاقة، ولا بجب ترك الزوج أو الزوجة إذا كانت ترغب في إصلاح وتقويم نفسها وطلب علاج الماسوشية في علم النفس.

موضوعات ذات صلة

صفات الرجل المازوخي

علاج المازوخية الجنسية

الوقاية من الماسوشية

تعتبر الوقاية من أهم الوسائل للحد من الإصابة بالماسوشية في علم النفس أو غيرها من الاضطرابات النفسية التي تكبل حياة الفرد وتمنعه من عيش حياة صحية، وفيما يلي نتعرف على أهم الإجراءات التي تساعدنا في الوقاية من هذا الاضطراب:

  • الاهتمام بالتوجيه التربوي للآباء ليتعلموا كيفية التربية السليمة التي تضمن حياة سوية للأطفال.
  • تطوير مراكز رعاية الشباب ورعايتهم من جميع الجوانب.
  • توفير مسكن آمن ورعاية صحية جيدة لضمان وجود الجو العائلي الصحي.
  • الاهتمام بالإرشاد النفسي وخاصةً لفئة المراهقين.
  • وجود أماكن عامة غرضها الترفيه على الناس.
  • الدعم الأسري والحب الغير مشروط من قبل الأهل.
  • الاهتمام بالثقافة الجنسية لدى المراهقين وتحذيرهم من الأفعال الشاذة أو التعرض للاستغلال.
  • ضرورة وجود مراقبة دائمة لتصرفات الأبناء لمعرفة أي اضطراب منذ بدايته، مما يساعد في العلاج بشكل أسرع.

الوعي بمعرفة اضطراب الماسوشية في علم النفس وأسبابه وأعراضه يعتبر من أهم الوسائل التي تساعدنا في الوقاية منه ومساعدة من يعانون من هذا الاضطراب، وفي عصرنا الحالي الوعي الجنسي يوفر للأشخاص عيش حياة طبيعية بعيدًا عن الاضطرابات.

مصدر 1

عن الكاتب

yasmen

قراءة المزيد

اكتب ردًا أو تعليقًا

بحث