إدمان العلاقات العاطفية الإلكترونية وتأثيره علي الفتيات وحدوث الصدمة النفسية

نشر على, مايو 1, 2025. بواسطة kamel aya
إدمان العلاقات العاطفية الإلكترونية

ظاهرة إدمان العلاقات العاطفية الإلكترونية وعلاقتها بالصدمة النفسية التي تصيب العديد من الفتيات في الوقت الحالي، لتصبح شاشات الهاتف أحد طرق التعارف الشائعة بين المراهقين والشباب في الوقت الحالي بحثًا عن القبول ومشاعر الرومانسية والحب من الجنس الآخر، ولكن سرعان ما تتفاجأ الفتاة بأن هذه العلاقة وهمية لم تكن سواء للتسلية من قبل الشاب، لتبدأ في البحث عن شاب آخر وعلاقة أخرى بالدخول إلى دائرة مفرغة من البحث المستمر عن العلاقات العاطفية حتى يل الأمر إلى أن مدمنو العلاقات ومدمنو الرومانسية يلاحقون بعضهم البعض مما يؤدي إلى عواقب سلبية لكليهما، ولا يمكن لمثل هذه العلاقات أن تلبي احتياجات أي من الطرفين وتنتهي بألم فشل علاقة أخرى، ولمعرفة المزيد عن إدمان العلاقات العاطفية الإلكترونية وعلاقتها بالصدمة النفسية للفتيات تابع معًا.

إدمان العلاقات العاطفية الإلكترونية

مصطلح إدمان العلاقات العاطفية الإلكترونية قد يكون غريب إلى الكثير منكم، ولكن يا أعزائي شاشات الهاتف ومواقع التواصل الاجتماعي ومنصات التعارف الإلكتروني كانت سببًا في تدمير حياة الكثير من الفتيات اللواتي يسعون إلى العلاقات العاطفية بشكل مستمر دون الاهتمام بالعواقب، في ظل عرض الحياة الشخصية ومشاركة الصور بين الأزواج على الشوشيال ميديا أصبحت الفتيات ترغبن في عيش مثل هذه الحالة، لتبدأ في البحث عن العلاقة العاطفية عبر المواقع الإلكترونية.

ومن المؤسف أن يتحول هذا السؤال من مجرد وسيلة للبحث إلى إدمان سلوكي، حيث تستمر الفتاة في الدخول بالعلاقات العاطفية دون توقف إلى أن تصاب باضطرابات نفسية بسبب الصدمات المتتالية، وألم فشل العلاقات العاطفية بشكل متكرر لنجد الكثير من الفتيات وتحديدًا في سن المراهقة، أو الشباب ينتحرون عقب الانفصال العاطفي، لتصبح العلاقات العاطفية الإلكترونية من أخطر السلوكيات التي تؤثر على الفتيات في العصر الحالي.

علامات إدمان العلاقات العاطفية الإلكترونية

إدمان العلاقات العاطفية الإلكترونية في البداية يشبه إلى حد كبير السلوك الطبيعي في العلاقات، كالانجذاب للشريك والرغبة في التحدث إليه والتقرب منه ليصل الأمر إلى صعوبة التحكم في المشاعر، ولكنها أمور طبيعية تحدث في جميع العلاقت العاطفية إلا أن تتحول إلى سلوك إدماني بدون وعي، ويعرف ذلك من خلال مجموعة من العلاقات كالتالي:

  • الانفصال والعودة بشكل متكرر.
  • عدم القدرة على ممارسة الحياة بشكل طبيعي بعد الانفصال.
  • تبرير الإساءة التي تتعرض لها الفتاة من الطرف الآخر.
  • الشعور بصعوبة الانفصال عن الشريك.
  • مسامحة الشريك بعد الإساءة سواء الجسدية أو النفسية أو المعنوية.
  • التعلق المفرط بالشريك.
  • الشعور بعدم الأمان والراحة في العلاقة إلا أن الفتاة تقرر الاستمرار.
  • التخلي عن العلاقات مع الأهل أو الأصدقاء أو المقربين في سبيل إرضاء الشريك.

كما أن إدمان العلاقات العاطفية الإلكترونية يكون لها تأثيرات وعلامات أخرى أكثر خطورة، والتي تتمثل في الشعور بالقلق والتوتر المفرط والاكتئاب الحاد، ومشاعر الانفعال والغضب والارتباك وعدم الأمان، فضلًا عن الإنخراط في سلوكيات إدمانية كتعاطي المخدرات أو ممارسة العادة السرية أو إدمان الأفلام الإباحية وغيرها.

تعرف على: علاج الإدمان الجنسي خطوات الشفاء

تأثير إدمان العلاقات العاطفية الإلكترونية على الفتيات

لنتعرف على كيفية إدمان العلاقات العاطفية وتأثيره على الفتيات، الوقوع في الحب يزيد من إفراز هرمون الأوكسيتوسين والدوبامين هاتين المادتين الكيميائيتين في الدماغ وظيفتهما الشعور بالسعادة والراحة والنشوة، ليتولد هنا التعلق العاطفي وإدمان الحب والخوف من الهجر، لذلك من يقعون في علاقات عاطفية سامة سرعان ما تتحول علاقتهم العاطفية إلى كابوس يصعب الاستيقاظ منه، فالتاة تصر على الاستمرار في العلاقة الرغم من الأذاء والضرر النفسي والجسدي الذي تتعرض له، بل وتسعى جاهدة لإرضاء الشريك مهما كان الثمن مقابل ذلك، فنحن هنا نتحدث عن أخطر السلوكيات العاطفية التي تدمر حياة الفتاة نهائيًا، ليكون من الضروري إنهاء هذه العلاقة والتحرر من سجن الشريك.

إدمان العلاقات العاطفية الإلكترونية والاكتئاب

إدمان العلاقات العاطفية على ارتباط وثيق بالاكتئاب حيث تعتمد الفتاة على العلاقة العاطفية للشعور بالسعادة، والراحة والنشوة والأمان بجوار هذا الشريك، وبمجرد الانفصال عن الشريك يكون من الصعب على الفتاة أن تشعر بتلك المشاعر مرة أخرى حيث تعتمد على وجود الشريك، وهنا تصبح كحالة أعراض الانسحاب بعد التوقف عن جرعات المخدر، وأثبتت الدراسات الحديثة أن الانفصال عن الحبيب يؤدي إلى نقص في إفراز المواد الكيميائية التي تشعر الإنسان بالسعادة والراحة، وتسيطر عليه مشاعر الخيبة واليأس وانخفاض الحالة المزاجية وعدم تقدير الذات، لتصاب الفتاة بالاكتئاب الذي يصل أحيانًا إلى تطور السلوكيات الإدمانية لتخدير الشعور بالألم.

علاج إدمان العلاقات العاطفية الإلكترونية والصدمة النفسية

إدمان العلاقات العاطفية الإلكترونية يؤدي إلى مشكلات نفسية لا حصر لها كالاكتئاب والصدمة النفسية واضطرابات القلق والتوتر، ولعلاج هذه الصدمة العاطفية يلجأ الأطباء النفسيين إلى طرق مختلفة، فلا يوجد علاج واحد فعال لجميع المرضى، وفريقنا الطبي بمستشفى الوعي الجديد للطب النفسي وعلاج الإدمان يقدم أفضل البروتوكولات العلاجية التي تساهم في تحسين الوضع النفسي للفتيات بعد الانفصال، ومساعدتها على تعلم كيفية اختيار الشريك المناسب للدخول في علاقة عاطفية صحية، كما يصمم البرنامج العلاجي خصيصًا لكل شخص، ومن ضمن برامج علاج إدمان العلاقات العاطفية والصدمة النفسية التالي:

علاج المواجهة المطول

علاج إدمان العلاقات العاطفية النفسية يهدف في المقام الأول إلى التخلص من حالة الحزن الشديد التي تصيب الشريك، ثم التركيز على تفادي تلك المشاعر والأفكار والمواقف التي يتذكرها، ذلك بهدف تقليل مشاعر المريض بالخوف من ذكرياته وتعلم كيفية السيطرة على أفكاره ومشاعره حيال الحدث المأساوي، وعلاج المواجهة المُطولة علاج خاص يعتمد على 4 عناصر كالتالي:

  • التوعية بهذا المرض وطرق العلاج.
  • التحدث بشكل مفصل عن تجربة الصدمة العاطفية.
  • التدريب على أسلوب التنفس للتخلص من مشاعر التوتر والقلق.
  • التدريب على التعامل مع المواقف حياتية المرتبطة بالصدمة.

العلاج المعرفي السلوكي

طريقة علاجية تساهم في التحكم بأفكار المريض ومشاعره المزعجة، حتى يتمكن من اكتساب القدرة على تفهم الصدمة وآثارها بشكل أفضل، وخطوات هذه المعالجة ما يلي:

  • بدء التوعية المتعلقة بهذا اضطراب وطرق علاجه.
  • إعادة برمجة مبادئ المريض التي تزعزعت بسبب الحاد الصادم كالشعور بالأمان والثقة بالنفس وتقدير الذات.
  • مراقبة مشاعر وأفكار المريض وإدراك أثر الصدمة العاطفية في تغيير نظرة المريض لنفسه ولغيره وللعالم.
  • تطوير مهارات المريض لمساعدته على تغيير الأفكار السلبية التي تعيق شفائه.

جلسات إعادة البناء المعرفي

برنامج علاجي يساهم في تحديد أنماط الأفكار غير السوية والاعتقادات الناجمة عن الصدمة للعمل على تغييرها، كما يعتمد على استخدام مفكرات يومية لتدوين أفكار المصاب وأحاسيسه بمساعدة طبيبه، والعمل على استبدال تلك الأفكار بأخرى غير مزعجة، واكتساب المعرفة حول كيفية التعامل مع مشاعر الغضب والذنب والخوف واليأس والحزن.

إبطال التحسس وإعادة المُعالجة بحركات العين

ضمن البرامج الحديثة لعلاج الصدمة النفسية بسبب العلاقات العاطفية هي إبطال التحسس وإعادة المعالجة بحركات العين، عبارة عن آلية علاجية تدمج بين طريقتي العلاج بالمواجهة والعلاج السلوكي المعرفي، وتعمل على استخدام طريقة معالجة الدماغ للمعلومات للتخلص من ردات الفعل الناتجة عن الصدمة النفسية بعد الانفصال عن الشريك.

بالإضافة إلى أن جلسات العلاج تركز على التفكير بالحدث لمعرفة الأفكار السلبية المرتبطة به، والبدء في تغيير ذلك نحو التفكير الإيجابي وتحريك العين من جانبٍ لآخر بصورة سريعة، مع التركيز على الصدمة المراد علاجها، وتعتمد هذه المعالجة على الأصوات والنقر بجانب الطرق الأخرى لتحفيز نصفي الدماغ.

الخاتمة:

إدمان العلاقات العاطفية الإلكترونية من الطرق السريعة للاكتئاب والصدمة النفسية والانتحار، لذا نوصي بعدم التهاون مع مشاعر الحزن واليأس والعجز بعد الانفصال عن الشريك، لابد من سرعة التواصل مع أحد الأخصائيين النفسيين لمساعدتك على التحرر من دائرة الإدمان على العلاقات العاطفية، تواصل معنا في مستشفى الوعي الجديد للطب النفسي وعلاج الإدمان، فريقنا الطبي على مستوى من الخبرة والكفاءة لتطبيق أفضل برامج العلاج النفسي والتعديل السلوكي للصدمات العاطفية.

مصدر1

مصدر2

عن الكاتب

kamelaya

قراءة المزيد
بحث