fbpx

متلازمة توريت عند الأطفال الاضطراب الذي يصيب 3 % من البشر

نشر على, أكتوبر 20, 2022. بواسطة abdul rahman

ما زال العلماء يبحثون عن علاج متلازمة توريت وما زالت جهود العلماء والدراسات المختصة تنقب عن الأسباب التي أدت إلى حصول الاضطراب عند الأطفال؟ وهل للعوامل الوراثية دوراً في الإصابة بالعرات عند الأطفال ؟ وما هي طرق علاج العرات الحركي عند الأطفال كل هذه النقاط سنتعرض لها خلال هذا المقال.

في الواقع متلازمة توريت غالبا ما تستمر مدى الحياة ولا يوجد علاج شاف تماما لمتلازمة توريت إلى هذه اللحظة ولكن لحسن الحظ فإن هناك ما يقارب 50% من المرضي يتخلصوا من العرات عندما يقاربون الثامنة عشر من العمر ،وتصل حدة العرات إلى ذروتها في منتصف فترة المراهقة ثم تتضاءل فيما بعد ذلك وقد تستمر العرات إلى فترة البلوغ لكن لا شك  أن حدتها ستكون بدرجة أقل من فترة المراهقة   .

يهدف علاج متلازمة توريت إلى مساعدة الطفل في التحكم بالعرات ” وهي الحركات اللاإرادية التي تحدث بشكل خارج عن إرادة المريض “والتي تتداخل مع الأنشطة والمهام اليومية ورغم أن الأشخاص المرضي يعيشون حياة طبيعية لكن ابسط العرات تسبب في حدوث حالة من التوتر والقلق للشخص المريض

بداية ما هي العرات “tics”؟

العراة هي التشنجات اللاإرادية أو حركات لا إرادية سريعة ومتكررة يقوم بها الشخص دون إرادته وهي تأتي وتذهب وقد تختفي وتحل محلها تشنجات أخرى وتبلغ ذروة هذه العرات في سن 12 سنة .

ما هي متلازمة توريت ؟

في بدايات عام 1885 وصف العالم الفرنسي طبيب الأعصاب الشهير ” جورج جيل دو لا توريت ” أعراضا تكررت في عدد كثير من المرضي حيث يشتكون من بعض الحركات اللاإرادية في مناطق محددة من الجسم مثل عضلات الفم والوجه بشكل خاص أو إصدار أصوات غريبة وألفاظ نابية بشكل متكرر وبصورة لا إرادية، وكانت أول حالة تم وصفها لرجل يبلغ من العمر 85 عاماً.

متلازمة توريت هي أحد الأمراض العصبية ” الدماغية ” التي غالباً ما تظهر في مرحلة الطفولة وتصدر عن الطفل أو الشخص المصاب بهذه المتلازمة أصوات أو كلمات تسمي ” عرات صوتية ” أو بعض الحركات الجسدية تسمي ” عرات حركية ” وتكون هذه العرات بشكل لاإرادي ولا يمكن السيطرة عليها بمثابة التشنجات الإرادية .

ليس شرطا أن تكون العرات نتيجة متلازمة توريت إذ إن هناك العديد من الأطفال تظهر لديهم بعض العرات الصوتية والحركية لكنهم غير مصابين بمتلازمة توريت لذا لابد من العرض علي دكتور نفساني لتشخيص المرض بشكل صحيح .

عادة ما تبدأ العرات الحركية في الظهور من سن 2- 8 سنوات، وتظهر العرات الصوتية في سن سنتين لكنها تظهر بعد فترة من ظهور العرات الحركية ،وتبلغ العرات ذروتها في سن 12 عام تقريبا .

يختلف تأثير العرات من طفل لآخر ،فبعض الأطفال يظهر لديهم عرات خفيفة سواء كانت عرات صوتية أو حركية ،لكن حتى هذه العرات الخفيفة والبسيطة والتي قد  تحدث على فترات متباعدة  إلا أنها تؤثر على ذات الطفل وعلاقته بالعائلة والأصدقاء ،أما الحال في  العرات الحادة والمتقاربة الحدوث تتطلب العرض على طبيب نفسي في أسرع وقت فلا شك أن العرات تسبب للطفل الحرج البالغ وتعيق علاقته وأداء مهامه يعني تعرقل مسيرته بشكل طبيعي .

ما هي أعراض متلازمة توريت ؟

عادة ما تكون الأعراض الأولية لمتلازمة توريت عادة ما تكون حركات خارجة عن سيطرة الشخص المريض تدعي ” بالعرات ” وتكون المناطق ظهور تلك العرات هي الوجه من خلال فتح وتغميض العينين بطريقة لا إرادية أو ارتعاش الأنف أو التكشير بشكل متكرر وتستبدل تلك الحركات بعرات أخرى تكون في منطقة الرقبة والأطراف.

من أجل تشخيص متلازمة توريت بشكل صحيح يجب أن تتوافر المعايير السريرية الآتية وفقا لما جاء في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية Diagnostic and Statistical Manual of Mental Disorders-V

أولاً :-  وجود اثنين أو أكثر من تلك العرات الحركية والتي تتمثل في حركة العينين أو التكشير أو هز الكتفين مع رفعهما بشكل متكرر وهي حركة تشبه الحركة التي نعبر بهما عن اللامبالاة ،مع وجو عرات صوتية واحدة على أقل تقدير مثل ” الهمهمة أو إصدار صوت تنظيف الحلق أو الصراخ بكلمة أو بعبارة ما ” وليس من الضروري حدوث هذه العرات في الوقت ذاته .

ثانياً :-  أن تبدأ العرات قبل عمر 18 سنة.

ثالثاً :- تتواجد العرات بإحدى صورتيها الحركية أو الصوتية مدة لا تقل عن سنة وقد تحدث العرات مرات عديدة خلال اليوم وربما تحدث على شكل نوبات كل يوم تقريبا أو بصورة متقطعة كأن تحدث يوم وتنقطع يوم .

رابعاً :- لا تحدث العرات نتيجة الإصابة بمرض أو بسبب دواء ما يأخذه الشخص المريض وليست كذلك في سياق أمراض أخرى كنوبة صرع أو التهاب الدماغ التالي للإصابة الفيروسية أو داء هنتغتون .

قد تظهر العرات أو اللزمات في صورة الزغطة ” الفواق ” أو التنهد أو في شكل تثاوب أو صفير أو مص أو المضغ وغير ذلك من الأمور الإرادية .

في الغالب يسبق ظهور هذه العرات ” اللزمات ” مجموعة من العلامات المرضية كصعوبة في التركيز وسرعة الغضب والتوتر والعصبية والإثارة من أتفه الأسباب ثم يتبع ذلك العرات أو اللزمات المختلفة كما سبق ذكرها من  ارتجاف العينين وحركة الرأس أو الوجه بشكل خاص .

تكون هذه العرات لاطواعية وخارجة عن سيطرة الشخص المريض تماماً ومعقدة لدرجة كبيرة كما أنها تشمل جميع أجزاء الجسم وقد تكون هذه العرات متمثلة بان يضرب الشخص قدمه بالأرض .

العرات الصوتية قد تأتي متزامنة مع العرات الحركية ويمكن أن تشمل العرات الصوتية الشخير ،وتنظيف الحلق ،والصراخ ،وقد تكون العرات علي هيئة إيحاءات فاحشة تكون هذه التصرفات البادئة خارجة عن سيطرة لمريض تماما ورؤيتها في سياق متلازمة توريت شيء نادر .

قد تترافق متلازمة توريت مع بعض الاضطرابات الأخرى كاضطراب نقص الحركة وتشتيت الانتباه أو بدون فرط الحركة ،أو مع الوسواس القهري لذا فالطفل المصاب بمتلازمة توريت غالبا ما يعاني من الأفكار الوسواسية والأفعال القهرية مع صعوبة في الحفاظ على التركيز لذا قد يصبح الطفل سهل التشتت ومن الأطفال من يعاني اضطرابات في الشخصية في المستقبل .

 

 

نسبة انتشار متلازمة توريت عند الأطفال؟

متلازمة توريت تحدث في جميع المجتمعات العرقية وتصيب الذكور بنسبة أكبر من الإناث قد تصل إلى 4 إضعاف الإناث.

ترتبط معدلات انتشار متلازمة توريت بالعمر لذا يشيع اضطراب متلازمة توريت عند الأطفال بمعدل أكبر من الانتشار للاضطراب بين الكبار.

تفترض إحدى الدراسات الوبائية أن نسبة الانتشار العالمي لمتلازمة توريت بلغت 1% بالرغم من أن بيانات الانتشار الخاصة بالاضطراب تراوحت ما بين (3.8 % – 4 %)، بالإضافة إلى هذا فقد تم تسجيل حالات أخرى في مناطق مختلفة من العالم بنسبة انتشار منخفضة في الأفارقة ذوي البشرة السوداء بجنوب صحراء سحاري.

ولعل الاختلاف في النسب هذا راجع إلى عدم الدقة في تسجيل الحالات المصابة وتشخيصها بشكل مؤكد، التظاهرات المختلفة للاضطراب، الأساليب المتبعة للدراسة القائمة، بالإضافة إلى الاختلافات الوراثية بين العروق المختلفة.

ما هي أسباب الإصابة باضطراب متلازمة توريت؟

بالرغم من أن سبب حدوث اضطراب متلازمة توريت غير معروف لدى العلماء إلى هذه اللحظة إلى أن العديد من الأبحاث العلمية والدراسات المختصة تشير إلى وجود بعض العوامل والمؤشرات التي قد تكون سببا في الإصابة باضطراب العرات عند الأطفال  :-

وجود ورم في الدماغ أو حدوث  تشوهات في مناطق معينة من الدماغ مثل الفص الجبهي والقشرة والعقد القاعدية ..

وجود خلل في الدوائر التي تربط مناطق بالمخ بالإضافة للخلل الحاصل في الناقلات العصبية كالدوبامين والسيرتونين والنورادينالين وهذه النواقل العصبية مسؤولة عن تواصل الخلايا العصبية في الدماغ .

العوامل البيئية أو العوامل الاجتماعية والنفسية يمكن أن تسهم في زيادة أعراض متلازمة توريت بالرغم من أنها لا تلعب دوراً سببياً في نشأة تلك الأعراض.

قد يتعرض الطفل للإصابة بمتلازمة توريت إذا تعرضت الأم أثناء فترة الحمل للغثيان بشكل متكرر أو القيء الحاد خاصة في فترات الحمل الأولى أو تعرضها للضغوط النفسية والإصابة بحالة من التوتر، أو إذا ما كانت الأم تدخن كميات كبيرة من السجائر أو تتعاطي المشروبات الكحولية أثناء فترة الحمل فكل ذلك يزيد من احتمالية الإصابة بمتلازمة توريت.

قد يكون هناك نقص في قيمة حرز أبغار أثناء الولادة عاملا في أصبه الطفل بمتلازمة توريت.

النقص في كمية الأكسجين أو الدم أثناء ولادة الطفل من عوامل الإصابة بالعراة عند الأطفال.

إذا كان وزن الطفل التوأم أقل من توأمه في الوزن قد يكون ذلك من عوامل إصابة الآخر بمتلازمة توريت.

 

هل للعامل الوراثي دور في الإصابة بمتلازمة توريت؟

تؤكد العديد من الدراسات الجينية أن الغالبية العظمي لحالات متلازمة توريت عبارة عن حالات وراثية على الرغم من أن النمط الفعلي لتلك الوراثة غير معلوم لدى العلماء كما أنه لا يعرف أيضا الجين الذي يسبب حدوث تلك، لكن بإجراء العديد من الدراسات الجينية كالدراسات التي تمت على التوائم أو في حالات التبني التي تنتشر في المجتمع الأوروبي أكدت تلك الدراسات الدور الواضح للعوامل الوراثية في التسبب بهذا الاضطراب.

أثبتت الدراسات توافق كبير بين انتشار الإصابة بالمتلازمة في الأطفال التوأم أحادية البويضة كما لوحظ انتشار اضطراب متلازمة توريت عند الأطفال واضطرابات اللزمة العصبية في نفس العائلات مما يدل على أنها تنتقل بصفة وراثية، بالإضافة إلى أن الأمهات الاتي يعانين من متلازمة يكن أكثر عرضة للإصابة بأحد هذا الاضطراب.

ينتقل اضطراب متلازمة توريت من الآباء للأبناء بطريقة الوراثة السائدة لكن هذا لا يمنع هذا من انتقال الاضطراب من خلال الجينات المتنحية بطريق الوراثة.

كما أكدت الدراسات أن أقارب المريض من الدرجة الأولى تكون احتمالية إصابتهم بالمتلازمة أكثر من غيرهم بنفس الاضطراب أو غيرها من اللزمات العصبية.

علاج متلازمة توريت؟

علاج العراة عند الأطفال يعتمد بدرجة كبيرة على الأسرة والأشخاص المحيطين بالطفل بالإضافة لدور المدرسة الهام، فأغلب الأطفال المصابين لا يحتاجون بدرجة كبيرة للعلاج الدوائي لذا علاج الحركات اللاإرادية عند الأطفال تحتاج إلى معاملات صحيحة من قبل الآخرين وتفهم الأمر وطبيعة المرض حتى لا يحدث تفاقم في الأمور.

يشمل علاج مرض متلازمة توريت كلاً من دور الأسرة والمدرسة في المقام الأول، ثم العلاج النفسي، والعلاج الدوائي.

أولاً دور الأسرة والمدرسة في علاج العرات عند الأطفال: – يعتمد علاج متلازمة توريت على مساعدة الطفل على كيفية التعامل مع اللزمات اللاإرادية من خلال مساعدة الآباء والأمهات في معرفة متى تحدث العرات وما الذي يمكن أن يحدث عند الفل في تلك الأوقات حتى لا يحدث ردود أفعال سلبية تجاه الطفل وتجنب أي استياء نحوه فإظهار ذلك قد يزيد من القلق لدى الطفل مما يتسبب في مزيد من العراة مع بث الطمأنينة في نفس الطفل ومساعدته على الاسترخاء.

ويتطلب على المعلمين والمدرسة مساعدة الطفل المصاب بمتلازمة توريت من خلال الأمور الآتية: –

السماح للطفل بفواصل راحة متكررة عند الحاجة.

السماح للطفل بالخروج من الصف إذا رغب في التجوال إذا أراد أن تحدث العرات وهو منفرد بذاته.

السماح للطفل بمزيد من الوقت في الاختبارات والامتحانات.

في حالة تأثير العرات على الكتابة يتم توفير بديل باستخدام الكمبيوتر أو تقييمات شفوية.

علي المعلمين تقبل الطفل كنموذج ومنع الأطفال من إزعاج الطفل.

ثانياً العلاج النفسي المستخدم في علاج الحركات اللاإرادية عند الأطفال: –

تساعد المعالجة النفسية الطفل المصاب بمتلازمة توريت على التعامل مع اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه أو الوسواس أو غيرها من الاضطرابات التي قد تتزامن مع المرض كالقلق والاكتئاب، كما يساعد العلاج السلوكي من خلال طريقة ” عكس العادة ” على تخفيف العرات، ويستطيع مريض متلازمة توريت تحديد الاندفاعات المنذرة ويتعلم كيفية الاستجابة لتلك الاندفاعات للقيام بحركات تمنع حدوث هذه العرات.

ثالثا العلاج الدوائي في علاج العرات عند الأطفال: –

لا يوجد أدوية تمنع من حدوث العرات تماما، كما لا يوجد أدوية تمنع من ايقاف الأعراض نهائياً، لكن لا شك أن هذه الأدوية تقلل من حدة الأعراض أو الاضطرابات النفسية المرافقة كاضطراب فرط النشاط وتشتت الانتباه أو اضطراب الوسواس القهري،

كما يتم استخدام بعض العقاقير التي تضبط نسبة الدوبامين في الدماغ بهدف السيطرة في العرات، وتتضمن الأدوية الريتالين والاديرال كما تساعد المثبطات الأدرينالية المركزية على ضبط الأعراض السلوكية للطفل المصاب بالعرات

.

 

 

 

 

 

 

عن الكاتب

abdul

قراءة المزيد

اكتب ردًا أو تعليقًا