مدة علاج الإدمان من المخدرات وخطوات علاج الإدمان

نشر على, أبريل 23, 2025. بواسطة Noha Ashraf
مدة علاج الإدمان من المخدرات

تختلف مدة علاج الإدمان من المخدرات من شخص لآخر، وتعتمد على عدة عوامل مثل نوع المادة المخدرة، ومدة الاستخدام، والحالة الصحية، والنفسية للمريض، وعادةً ما تبدأ رحلة العلاج بمرحلة التخلص من السموم، تليها مرحلة التأهيل النفسي، والسلوكي، الأهم من المدة هو التزام المريض بخطة العلاج، والدعم المستمر؛ لتحقيق التعافي الكامل.

مدة علاج الإدمان من المخدرات

مدة علاج الإدمان من المخدرات

لماذا يشعر المدمن بصعوبة العلاج من الإدمان؟

ما يجعل مدة علاج الإدمان من المخدرات طويلة هو اتباع الدماغ ما يسميه العلماء “نظام المكافأة”، فالسلوكيات التي تساعدنا على البقاء على قيد الحياة، وتحافظ على صحتنا تُنتج زيادات طفيفة في المواد الكيميائية الطبيعية في الدماغ التي تُعرف باسم “الناقلات العصبية” المرتبطة بالشعور بالمتعة.

وهذا يُفسّر سبب شعورنا بالسعادة عند قضم طعام مفضل، أو رؤية ابتسامة من نحب، أو تعلُّم شيء جديد.

وعندما تنخرط في سلوكيات جديدة، ومجزية، يبني الدماغ روابط بين هذا السلوك، والإشارات المرتبطة به مثل المناظر أو الأصوات أو المشاعر التي تذكرنا بتلك السعادة.

ولهذا السبب، يمكن لرائحة طعام لذيذ من مطعم نمرّ بجانبه أن تُشعل لدينا الإحساس بالجوع.

وهذا أمر جيد، إذ يُحفّزنا هذا النظام على تكرار السلوكيات التي تساعدنا على البقاء مثل الأكل، والعناية ببعضنا البعض، وتعلُّم مهارات جديدة.

لكن المخدرات هي مواد كيميائية تُقلد تأثير الناقلات العصبية في الشعور بالسعادة، وغالبًا ما يكون تأثيرها أقوى من الأنشطة الطبيعية الأخرى.

وقد يؤدي الاستخدام المتكرر للمخدرات إلى تغييرات في طريقة عمل أجزاء معينة من الدماغ، وتواصلها مع بعضها البعض.

وقد تؤدي هذه التغيرات إلى صعوبة في الاستمتاع بالأنشطة الصحية، ويبدأ بعض الأشخاص في الشعور بأنهم بحاجة إلى استخدام المخدرات كي يشعروا بالراحة أو حتى فقط ليشعروا بأنهم بخير.

وقد يتسبب التوقف المفاجئ أو تقليل استخدام المخدرات في ظهور أعراض انسحاب تتراوح بين مشاعر سلبية قوية، وأعراض شبيهة بالإنفلونزا.

وقد تصل إلى حالات طبية طارئة تهدد الحياة، ومع أن العديد من أعراض الانسحاب يمكن علاجها إلا أن المخدرات قد تبدو للبعض كأنها السبيل الوحيد؛ لتخفيف تلك الأعراض.

ومع الاستخدام المتكرر، قد تبني الدماغ روابط أقوى بكثير بين المخدرات، والإشارات المرتبطة بها، وهي إشارات قد يكون من الصعب تجنُّبها.

ويُطلق البعض على هذه الإشارات اسم “المحفزات”، وتتمثل في الأشخاص أو الأماكن أو الأشياء أو المشاعر التي تذكّر الشخص بتعاطي المخدرات، وقد تُشعل لديه رغبة قوية في العودة لاستخدامها.

كما يُضعف الاستخدام المتكرر للمخدرات الدوائر العصبية في الدماغ المسؤولة عن ضبط النفس، وتحمل الضغط النفسي.

وهذا يجعل من الصعب أكثر على الشخص أن يتحكم في استخدامه للمخدرات حتى عندما تُسبب له الضرر، أو لم تعد تُشعره كما في السابق، أو بدأت تُعطّل مجالات أخرى من حياته؛ لتصبح مدة علاج الإدمان من المخدرات طويلة.

مدة علاج الإدمان من المخدرات

مدة علاج الإدمان من المخدرات

هل يستطيع مدمن المخدرات تركها بدون علاج؟

استكمالاً لحديثنا عن مدة علاج الإدمان من المخدرات، إذ تُعد الجرعة الزائدة هي إحدى المضاعفات الأكثر شيوعًا وخطورة في اضطراب إدمان المخدرات التي تحدث عندما يتعاطى الشخص كمية كبيرة من المادة المخدرة، وحالة طبية طارئة.

إذ تؤثر المواد المختلفة على أجزاء مختلفة من الجسم. على سبيل المثال، عند تناول جرعة زائدة من الأفيونات، تستهدف الجزء من الدماغ المسؤول عن تنظيم التنفس.

وإذا لم يتم علاجها بسرعة، فقد يؤدي ذلك إلى بطء أو توقف التنفس تمامًا، مما يسبب الوفاة.

تُعد مضاعفات اضطراب تعاطي المواد كثيرة، ومتنوعة، وتختلف حسب نوع المادة، وشدة الحالة، فمن المضاعفات الشائعة:

  • السرطان.
  • الاكتئاب.
  • العدوى (مثل التهاب الكبد B، التهاب الكبد C، وفيروس نقص المناعة البشرية “HIV”).
  • فقدان الذاكرة.
  • صعوبات دراسية أو مهنية.
  • مشاكل في العلاقات الشخصية.

وربما يرتكب سلوكيات غير آمنة أو غير قانونية أو عالية الخطورة.

اقرأ أيضاً

تعاطي المخدرات في الأعياد وذكريات المناسبات

ما هي خطوات العلاج من الإدمان؟

لتصبح مدة علاج الإدمان من المخدرات قصيرة، فلا بد أن تكون الخطوة الأولى في العلاج هي التحكم في الأعراض الانسحابية.

وهي المرحلة التي يتوقف فيها الشخص عن تعاطي المادة، مما يسمح بخروجها من الجسم، وبحسب شدة الحالة، قد يصف الطبيب أدوية لتخفيف الأعراض أعراض الانسحابية، فقد تكون صعبة جسدياً، ونفسياً.

وبعد التخلص من السموم، قد يستمر العلاج من خلال:

  • العلاج النفسي.
  • الأدوية.

ويُصمم علاج إدمان المخدرات حسب احتياجات كل فرد، فقد تحتاج إلى أنواع مختلفة من العلاجات في مراحل مختلفة من رحلة التعافي.

وتتوفر عدة بيئات علاجية مثل:

  • العلاج الداخلي (الإقامة الكاملة).
  • العلاج الخارجي.
  • الرعاية قصيرة أو طويلة الأمد ضمن مجتمعات علاجية متخصصة.
  • العلاج النفسي لإدمان المخدرات 

يوجد العديد من أنواع العلاج النفسي التي تساعد في علاج اضطراب تعاطي المواد، بالإضافة إلى أي اضطرابات نفسية مصاحبة مثل: 

  • العلاج المجتمعي الحازم (ACT)

يُقدم خدمات الصحة النفسية في بيئة المجتمع بدلاً من المستشفى أو المصحة، وهو علاج مخصص يركز على نقاط قوتك، واحتياجاتك، وأهدافك المستقبلية.

  • العلاج السلوكي المعرفي (CBT)

يساعدك على التعرف على أنماط التفكير، والسلوكيات السلبية، وتحديد أهداف؛ لتطوير طرق أفضل؛ للتعامل مع التحديات.

  • إدارة التوقعات (Contingency Management)

يشجعك على تحديد أهداف شخصية، ويعزز تحقيقك لهذه الأهداف من خلال المكافآت.

  • العلاج السلوكي الجدلي (DBT)

نوع من العلاج بالكلام مشابه للعلاج المعرفي السلوكي يساعدك في إدارة المشاعر القوية، وفهم تأثير أفكارك على سلوكك.

  • العلاج الأسري

تعتمد مدة علاج الإدمان من المخدرات القصيرة على تحسين العلاقات، والسلوكيات ضمن العائلة أو المجموعة.

  • العلاج التحفيزي (Motivational Enhancement Therapy)

يشجعك على وضع أهداف قابلة للتحقيق، ويحفزك الطبيب النفسي على اتخاذ خطوات للوصول إليها.

  • المجتمعات العلاجية (TCs)

هي بيئات علاجية سكنية طويلة الأمد تركز على تطوير قيم، وسلوكيات صحية جديدة تتعلق بتعاطي المواد المخدرة، والصحة النفسية المصاحبة.

قد يوصي مقدمو الرعاية باستخدام العلاجات النفسية بمفردها أو مع الأدوية في مدة علاج الإدمان من المخدرات.

  • أدوية علاج اضطراب تعاطي المواد (SUD Medications)

قد تساعد الأدوية في تعديل كيمياء الدماغ؛ لتصبح مدة علاج الإدمان من المخدرات قصيرة، وتخفيف الرغبة الشديدة في الإدمان، وشدة الأعراض الانسحابية مثل:

  • الأفيونات (Opioids)

ميثادون، وبوبرينورفين، ونالتريكسون.

  • الكحول

نالتريكسون، وأكامبروسيت، وديسلفيرام.

  • التبغ

 لصقة نيكوتين، بخاخ أنفي، علكة أو أقراص استحلاب؛ بوبروبيون أو فارينيسيلين.

ما مدة علاج الإدمان من المخدرات؟

قد تستمر عملية إزالة السموم الطبية الآمنة التي تساعد المرضى في تجاوز الأعراض الانسحابية، من بضعة أيام إلى عدة أسابيع: ليصل تقريباً إلى 7 أيام أو أكثر.

ومع ذلك، فإن إزالة السموم وحدها لا تكفي للتعافي، ولهذا تُعد الخطوة الأولى ضمن خطة علاجية شاملة، قد تشمل العلاج في مراكز الإقامة الداخلية أو الرعاية الخارجية.

قد تكون بعض برامج العلاج قصيرة المدة أي تتراوح من 14 إلى 30 يومًا، بينما تستغرق برامج أخرى وقتًا أطول أي من 60 إلى أكثر من 90 يومًا، إذ تعتمد مدة العلاج على احتياجاتك الفردية.

اقرأ أيضاً

علاج ادمان البوفا بديل الكوكايين الأشهر في المغرب

أعراض التعافي من الإدمان

يمر المتعافي بخمس مراحل للتعافي من الإدمان، وهي: ما قبل التأمل، والتأمل، والتحضير، والعمل، والصيانة، إليك شرحًا مفصلًا لكل مرحلة في مدة علاج الإدمان من المخدرات:

  • مرحلة ما قبل التأمل (Precontemplation)

في هذه المرحلة، لا يكون الشخص مستعدًا بعد للدخول في أي برنامج علاجي، وتتميز هذه المرحلة بالاندفاعية، والمبررات المستمرة لسلوكهم.

ويغيب الإدراك حول الآثار السلبية لاستخدام المخدرات أو الكحول بشكل مفرط، وتركيز كبير على الفوائد التي يعتقدون أنهم يحصلون عليها من هذه المواد.

قد يظل المدمن في هذه المرحلة بسبب نقص المعلومات حول السلوكيات الإدمانية، أو بسبب الإحباط الناتج عن محاولات علاج فاشلة.

ويشعر معظم الأفراد في هذه المرحلة أن التعافي غير ممكن، ولكن الحقيقة هي أن التعافي ممكن في أي مرحلة.

وتشمل التحديات في هذه المرحلة الإنكار، ومقاومة المساعدة الخارجية، ومشاعر اليأس، فمن المهم استخدام التعليم، والمقابلات التحفيزية، وبناء الثقة؛ لمساعدة المدمن على التقدم، ويجب التعامل معه بالتعاطف لا بالمواجهة.

  • مرحلة التأمل (Contemplation)

في هذه المرحلة، يبدأ الشخص بالتفكير في التغيير، لكنه لا ينوي أن يبدأ فوراً، ويصبح مدركًا فوائد التوقف عن التعاطي، لكنه لا يزال يرى جوانب إيجابية في الإدمان.

تُعد هذه المرحلة مهمة للأهل، ومراكز العلاج، لأن الشخص يصبح أكثر استعدادًا للاستماع من خلال تجنب اللوم، والاتهام، يمكن توجيهه بلطف نحو المرحلة التالية.

يصبح التردد طوال مدة علاج الإدمان من المخدرات هو العقبة الكبيرة في هذه المرحلة، فقد يعترف بالمشكلة، لكنه يخاف من المجهول، فهل يستطيع العيش بدون هذه المواد، هل سيفقد أصدقاءه أو روتينه؟

وقد يعيقه الشعور بالذنب أو الخوف من الفشل، لذلك يُعد الدعم التحفيزي، والحوار دون إصدار الأحكام ضروريان في هذه المرحلة.

  • مرحلة التحضير (Preparation)

استكمالاً لمعرفة مدة علاج الإدمان من المخدرات، يبدأ المدمن بالشعور بالاستعجال تجاه التغيير، وقد يتخذ خطوات فعلية مثل التفكير في الانضمام لنادي رياضي، أو زيارة طبيب نفسي، أو محاولة التوقف بنفسه.

ومن الشائع أن يمتنع الشخص ليوم أو يومين عن التعاطي، ثم يعود إليه عند التعرض لمثيرات أو مشاعر صعبة.

التحفيز في هذه المرحلة موجود، لكن الشخص لا يزال هشًا نفسيًا، وقد يكون الضغط الخارجي من الأسرة أو النظام القانوني مفيدًا أو ضارًا حسب طريقة تقديمه من خلال وجود خطة علاجية منظمة، ودعم من الأقران، والمتخصصين؛ لتعزيز فرص النجاح.

  • مرحلة العمل (Action)

يبدأ المدمن في هذه المرحلة بإجراء تغييرات حقيقية في حياته، ويكون ملتزمًا بالتغيير، وتتميز هذه المرحلة بفترات طويلة من الامتناع عن التعاطي، والرغبة في طلب المساعدة عند الحاجة.

لا يقتصر التغيير على التوقف عن السلوك المدمر، بل يشمل جوانب مختلفة من نمط الحياة المتغير، ويظهر الاهتمام بالنفس، والفهم الذاتي، لكن لا يزال العلاج ضروريًا لتثبيت التقدم.

قد يواجه الشخص في هذه المرحلة تقلبات عاطفية قوية، أو اشتياقًا شديدًا، أو حتى حزنًا.

وقد تشكل بعض المحفزات مثل الضغوط، والعلاقات، أو الوحدة تهديداً للانتكاس، ولهذا فإن الدعم النفسي، والجماعي ضروريين طوال مدة علاج الإدمان من المخدرات.

  • مرحلة الصيانة (Maintenance)

في هذه المرحلة، يعمل الشخص جاهدًا لمنع الانتكاس، ويحافظ على نمط الحياة الجديد مثل ممارسة الرياضة، وممارسة أنشطة ترفيهية جديدة، والنوم الجيد، وحضور جلسات الدعم النفسي.

تصبح الرغبة في العودة للإدمان أقل، وتزداد ثقته بنفسه، وبقدرته على الحفاظ على التعافي على المدى الطويل.

قد تستمر هذه المرحلة من 6 أشهر إلى 5 سنوات حسب شدة الإدمان، والعوامل الوراثية، والتجارب الشخصية.

يثبت بعض الأشخاص بعد 6 أشهر، لكن الأغلب يحتاج من سنتين إلى خمس سنوات؛ لترسيخ التغيير.

يُعد الشعور بالرضا الزائف هو أحد التحديات التي يواجهها المدمن في مدة علاج الإدمان من المخدرات، مما قد يؤدي لتقليل الاعتماد على أنظمة الدعم، وزيادة خطر الانتكاس.

وقد يواجه البعض الملل أو فقدان الحماس، لذلك يُعد العلاج المستمر، والتواصل المجتمعي، والعيش بهدف من العوامل المهمة؛ للحفاظ على التعافي.

الخلاصة

إن مدة علاج الإدمان من المخدرات ليست ثابتة، بل تختلف حسب ظروف كل حالة، ومدى استجابتها للعلاج، ولا يُقاس النجاح في التعافي بالوقت فقط، بل بالتحسن المستمر في السلوك والصحة النفسية، والجسدية، ومن المهم أن يتحلى المريض بالصبر، والعزيمة طوال فترة العلاج، كما يلعب الدعم الأسري، والمجتمعي دورًا كبيرًا في تسريع الشفاء بجانب التزام الفرد بخطة العلاج؛ لتحقيق التعافي الدائم.

المصادر

عن الكاتب

Noha ashraf

نهى اشرف محمد
صيدلانية وكاتبة محتوى طبي في العديد من المواقع الطبية في مصر والسعودية والكويت، حصلت على المركز الأول في مسابقة نون العلمية لأفضل مقال طبي.
اتابع دوماً آخر ما توصلت إليه الدراسات والأبحاث العلمية والدوائية لنقلها أولاً بأول للعالم العربي.

قراءة المزيد
بحث