كيف نتعامل مع مريضة نفسية ترفض العلاج؟
ليس سهلاً مشاهدة أحد المقربات من العائلة أو الأصدقاء معاناتها مع المرض النفسي، وتوابعه الخطيرة إذا أهملت العلاج، خاصةً عندما تعلم أن العلاج النفسي قد يساعدها، لكنها لا تسعى إليه، لذلك قد يكون التحدث معها، وتشجيعها على زيارة الطبيب النفسي موقفاً حساساً؛ إذا تم الأمر بطريقة خاطئة، فقد يتسبب ذلك في إثارة مشاعرها السلبية أو نفورها تماماً من فكرة العلاج النفسي، فكيف نتعامل مع مريضة نفسية ترفض العلاج؟
جدول المحتويات
كيف نتعامل مع مريضة نفسية ترفض العلاج؟
هناك طريقة فعالة لإجراء حوار مع المريضة لإقناعها بالعلاج النفسي من خلال خطوات بسيطة يمكن اتباعها للتحدث عن فوائد العلاج النفسي:
-
إظهار الدعم
كيف نتعامل مع مريضة نفسية ترفض العلاج إذا كانت لا ترى أي دعم من المحيطين بها، إذ ساهم سوء الفهم حول الصحة النفسية، والعلاج النفسي في جعله وصمة عار في المجتمع، فيصبح من الصعب على المريضة طلب العلاج خوفاً من نظرات المجتمع.
وقد تكون الشخصية المقربة لك مدركة لحاجتها للمساعدة، لكنها قد تتردد في طلبها إذا كانت تعتقد أنك ستحكم عليها أو ستعاملها بشكل مختلف.
لذلك، من الضروري استخدام طريقة حديث خالية من الأحكام أو الوصم عند التحدث معها عن صحتها النفسية، وأكد لها أنك ستكون إلى جانبها خلال رحلتها العلاجية.
تُعد ديمي لوفاتو من أكثر المشاهير صراحةً في الحديث عن مشكلاتها النفسية، وقد ذكرت في عدة مناسبات مدى أهمية وجود أشخاص حولها يهتمون حقًا بصحتها النفسية، ويدعمونها.
وتُنسب الفضل في قدرتها على مواجهة الحياة اليومية إلى هؤلاء الأشخاص المقربين لها، والمحيطين بها، إذ تطلب النصيحة منهم، وإخبارها إذا لاحظوا شيئًا غير معتاد في سلوكها سواء مع فريق عملها أو أصدقائها، فهي تشاركهم كل قرار تأخذه، وهذا ما ساعدها حقاً في التعبير عن احتياجاتها.
كيف نتعامل مع مريضة نفسية ترفض العلاج
-
الحساسية في اختيار الوقت والمكان المناسب
وفي إطار الحديث عن كيف نتعامل مع مريضة نفسية ترفض العلاج الذي يتطلب الحديث معها حول الصحة النفسية حساسية عاطفية، وجسدية في آنٍ واحد، فأين، وكيف ستطرح الموضوع عليها.
وهذا ما يحدد طريقة استجابة المريضة لحديثك، ومقترحاتك، فليس كل شخص يمتلك جرأة المغنية كيشا التي تحدثت عن حالتها النفسية، وصراعاتها علناً أثناء تسلمها جائزة.
لا تبدأ هذا الحوار الحساس أمام الآخرين أو في مكان يمكن للناس سماعه، لأن ذلك قد يسبب إحراجاً، وتجنب الحديث بأسلوب تدخل جماعي كما نراه في بعض البرامج التلفزيونية، بل اترك لمن يعاني من المشكلة حرية تحديد ما إذا كان يريد أن يعرف الآخرون أم لا.
بهذه الطريقة، ستشعر بالاحترام من المحيطين بها، وأنها المتحكمة في قرارات علاجها، وتجنب أيضاً الحديث معها عندما تكون في مزاج سيء، أو متعبة، أو تحت ضغط في العمل، أو منشغلة بأمر مهم.
فقد تتجاهل كلامك أو لا تعطي موضوعنا عن “كيف نتعامل مع مريضة نفسية ترفض العلاج” الاهتمام الكافي.
اقترب منها في وقت تكون فيه مرتاحة، وهادئة، وغير مشتتة الذهن، وحاول أن تجعل حديثكم خاصاً، ودوداً، ومريحاً قدر الإمكان.
-
كن مستعدًا للمقاومة
في حالة الحديث عن كيف نتعامل مع مريضة نفسية ترفض العلاج النفسي، فليس كل من يسمع عن العلاج النفسي يكون مستعداً لتجربته، فعليك أن تكون مستعداً لشرح وجهة نظرك إذا أبدت المريضة مقاومة لاقتراحك، وإليك بعض الأفكار التي قد تساعدك في إبراز أهمية العلاج:
- استخدم علاقتك بالمريضة كوسيلة ضغط إيجابية سواء كنت أخاً، أو صديقاً، أو زوجاً أو قريباً.
- أخبرها كم تعني لك علاقتك بها، وكيف يمكن أن تتحسن إذا سعت للعلاج، ولكن تجنب إعطاء إنذارات أو شروط، لأن ذلك قد يسبب ضغطاً نفسياً.
- تحدث عن صفاتها الجميلة، فمن الأسهل التأثير على المريضة عندما تذكر لها ما يعجبك فيها، وأشر إلى صفاتها الإيجابية لتحفيزها لاتخاذ خطوات لتحسين نفسها أكثر.
- اشرح لها سلوكيات محددة تُسبب مشكلة في تواصلها الاجتماعي مع الآخرين، فكثير من الناس الذين يرفضون العلاج قد يقولون إنهم لا يعانون من مشكلة، ولكن من خلال الإشارة إلى مشكلات محددة دون إصدار أحكام، يمكنك مساعدتها على رؤية الحاجة إلى الدعم المتخصص.
-
اعرض المساعدة
يمكنك تشجيع المريضة على الذهاب للعلاج النفسي، لكن إن لم تكن مستعداً لتقديم دعم فعلي، فقد لا تشعر بالحافز الكافي. فلا يعرف بعض الأشخاص من أين يبدأون عند طلب المساعدة، لذلك ساعدهم في العثور على طبيب نفسي مناسب في منطقتهم بناءً على تفضيلاتهم.
ويمكنك الاتصال بالمراكز نيابةً عنهم أو البحث عن متخصصين، ومراجعة تقييماتهم، ومصداقيتهم قبل الحديث عن كيف نتعامل مع مريضة نفسية ترفض العلاج مع الشخص المراد.
ويخاف بعض الأشخاص من الذهاب إلى المعالج وحدهم أو من الاشتراك في جلسات جماعية، لذلك لا مانع من الذهاب معهم حتى يشعروا بالارتياح.
ويمكنك الجلوس في غرفة الانتظار خلال الجلسات الأولى، وطمئنهم أنك لن تسأل عن تفاصيل الجلسة ما لم يرغبوا في مشاركتك.
اقرأ أيضاً
لماذا يرفض المريض النفسي العلاج؟
عند الحديث عن كيف نتعامل مع مريضة نفسية ترفض العلاج، نتذكر تنوع الأسباب التي تمنع الناس من طلب الرعاية النفسية من البداية بسبب الخوف من وصمة العار.
بالإضافة إلى الخوف من التكلفة المادية، وقلة الوصول إلى الخدمات، والمعلومات الخاطئة حول ماهية الرعاية الصحية النفسية، وما يمكن أن تفعله، لذلك إليك أهم أسباب رفض العلاج النفسي:
- تعتمد الرعاية النفسية على العلم مثل الرعاية الصحية الجسدية، وكما أن علاج الكسور أو السكري يكون فعّال، فإن علاجات الحالات النفسية أيضًا فعّالة، فهناك أبحاث تدعم ذلك، وهذا سبب كتابة مقال “كيف نتعامل مع مريضة نفسية ترفض العلاج”.
- تحتاج بعض الحالات النفسية إلى علاج طويل الأمد، لكن في حالات كثيرة، قد تكون المدة أقصر مثل القلق، والاكتئاب، فيتم علاجهم خلال عدة أشهر، بينما حالات مثل الفصام قد تتطلب متابعة طويلة المدى.
- يُشخص حوالي 50% من الأمريكيين بحالة نفسية في مرحلة ما من حياتهم، فلا يوجد ما يدعو للخجل من التشخيص، وأنت فقط من يختار من يشاركه به.
- الأدوية ليست الخيار الوحيد لعلاج الحالة النفسية، إذ يُعد العلاج النفسي أو العلاج بالكلام فعال أيضًا، ومقدم الرعاية هدفه هو وضع خطة علاج تناسبك للالتزام بها، فإذا عندك تحفظات تجاه الأدوية، عبّر عنها بكل صراحة.
- إذا كنت غير قادر على دفع تكاليف الرعاية النفسية من مالك الخاص، فلا يوجد مشكلة، فيوجد خطوات سهلة تساعدك للحصول على رعاية نفسية بأسعار مناسبة من خلال الخطط التأمينية الملزمة بتغطية الرعاية النفسية، فإذا عندك تأمين طبي، اتصل بهم، واسأل عن تكلفة العلاج، وخيارات الأطباء المتاحين ضمن شبكتهم.
- ليس لديك وقت بسبب العمل، والعائلة، والتزامات الحياة، فيصبح من الصعب زيارة الطبيب النفسي، لكن يوجد فوائد كثيرة عند وضع صحتك النفسية في الأولوية، لتوازن حياتك.
- قد تكون الرعاية النفسية الافتراضية عن بُعد حلاً ممتازاً لجدولك المزدحم للحصول على نفس جودة العلاج بدون تضييع وقتك في التنقلات من مكان لآخر.
- وحتى إذا كنت تفضل حضور الجلسات النفسية، صار كثير من الأطباء يوفرون مواعيد في الصباح الباكر أو المساء، أو حتى في عطلة نهاية الأسبوع.
اقرأ أيضاً
كيف اقنع مريض نفسي بأخذ الدواء؟
لا يتوقف المقال عند كيف نتعامل مع مريضة نفسية ترفض العلاج، بل يتطرق إلى كيفية إقناعها بأخذ الدواء من خلال بعض الطرق لمساعدتها على تناول الأدوية النفسية عندما ترفضها:
- تحدث عن الأدوية بطريقة ذات معنى بالنسبة لها من خلال توضيح أسباب تناول الدواء النفسي مثل: “أدويتك تساعدكِ على تهدئة الأصوات اللي تسمعيها”، أو “أدويتك تساعدكِ على التركيز في الدراسة، وتحافظ على درجاتكِ”، لذلك لا بد من ربط تناول الأدوية بأشياء تحبها المريضة.
- اعرض عليها خيارات في حالة الرغبة في التوقف عن تناول الأدوية النفسية من خلال الحديث مع الطبيب النفسي عن الخيارات الأخرى المتاحة.
- لا تُجرى أي تغييرات في روتين الأدوية النفسية إلا بعد استشارة الطبيب أو المختص مع الاحتفاظ بسجل للتغييرات، وآثارها.
- اسأل المريضة عن كيفية سير الأمور مع العلاج الدوائي مثل: “كم حبة باقي عندك؟” بدلًا من “هل تأخذين أدويتك”؟
- قد يكون الحديث عن كيف نتعامل مع مريضة نفسية ترفض العلاج الدوائي في بعض الحالات امراً ضرورياً عن أي آثار جانبية تشعر بها نتيجة الأدوية النفسية.
- خذ أي شكوى على محمل الجد، وانظر إذا كان بإمكانك المساعدة أو إذا كان يمكن تعديل شيء ما في خطة العلاج.
- ساعد في التخطيط لاحتمالية الانتكاسة حتى لو كانت المريضة تأخذ أدويتها كما هو موصوف، فالانتكاسات جزء من المرض النفسي.
- تقبّل حقيقة أن بعض الأشخاص قد لا يتناولون أدويتهم كما يجب حتى مع وجود دعم كبير، فلا تربط اهتمامك أو محبتك لهم بمسألة التزامهم بتناول الأدوية.
- بالنسبة للأشخاص الذين لا يستطيعون أو لا يرغبون في تناول الأدوية اليومية، فقد تكون الحقن خيارًا مناسبًا، لذلك لا بد من الحديث مع الطبيب النفسي لتحديد ما إذا كانت الحقن مناسبة للمريض النفسي.
- إذا كنت بحاجة إلى المساعدة في تشجيع أحد أفراد أسرتك أو أصدقائك على تناول الأدوية الموصوفة، تحدث مع طبيب نفسي يمكنه إخبارك بالمزيد عن النتائج المتوقعة من تناول الأدوية النفسية، والأعراض الجانبية المحتملة، وكيفية التعامل معها.
كيف نتعامل مع مريضة نفسية ترفض العلاج
متى يتوقف المريض النفسي عن العلاج؟
وبعد معرفة الإجابة عن السؤال الذي حيرنا وهو كيف نتعامل مع مريضة نفسية ترفض العلاج، فلابد من الحديث عن نهايته الذي يشير إلى القدرة على تطوير كيفية التعامل مع تحديات الحياة، وإليك العلامات التي تدل على أهمية إنهاء العلاج النفسي:
-
القدرة على تحقيق الأهداف التي وضعتها عند بداية العلاج
بعد الفوز في معركة كيف نتعامل مع مريضة نفسية ترفض العلاج، فقد يكون نهاية العلاج بسبب الوصول إلى الأهداف التي وضعها الطبيب منذ البداية.
على سبيل المثال، لنفترض أن مريضاً يعاني من اضطراب فرط الحركة، وتشتت الانتباه (ADHD) بدأ العلاج النفسي بسبب صعوبة أداء عمله، فربما طوّر مهارات للتأقلم، أو وجد وظيفة مختلفة، أو بدأ في تناول أدوية مناسبة، وأصبح العمل يسير بسلاسة لفترة من الوقت.
-
الوصول إلى مرحلة من الثبات، والجمود
فمن المفترض أن تحقق المريضة تقدمًا مستمرًا في العلاج، من خلال اكتساب رؤى جديدة أو حدوث تغييرات في حياتها، ولكن قد تتوقف هذه العملية في مرحلة ما.
فعلى سبيل المثال، قد يبدأ شخص العلاج بسبب تاريخ من الإساءة، والعلاقات غير الصحية في مرحلة البلوغ، ومع مرور الوقت، وبعد التعامل مع تجاربه في الطفولة، وبناء علاقات صحية ومستقرة، قد يصل إلى مرحلة يشعر فيها بأنه لم يعد يحرز تقدمًا إضافيًا.
فلم يعد لديك شيء لتتحدث عنه، وهذا قد يشير إلى غياب التقدم، وهو أمر يستحق التوقف عنده، والتفكير فيه عند الحديث عن كيف نتعامل مع مريضة نفسية ترفض العلاج السليم.
-
تغير احتياجات المريض خلال فترة العلاج
في هذه الحالة قد لا يكون المعالج الحالي هو الأنسب لمساعدتك بعد الآن، فعلى سبيل المثال، إذا بدأ أحد المرضى العلاج لاستكشاف تحديات في العلاقات، ثم بدأ لاحقًا في عملية التبني، فقد يرغب في البحث عن مختص لديه خبرة في التبني.
وقد ينطبق هذا أيضًا على أسلوب المعالج، فربما كنت تقدر وقتك مع المعالج، لكنك بدأت تشعر بأنك بحاجة إلى شخص يدفعك أكثر أو يتعمق أكثر في القضايا التي تشغلك، فالدعم وحده لا يكفي دائمًا، فهو يأخذك فقط إلى نقطة محددة ثم يتوقف.
الخلاصة
إن طلب العلاج النفسي هو أحد أفضل القرارات التي يمكن اتخاذها عند المعاناة من مشكلات نفسية، ومع ذلك، فهو قرار يتطلب قوة، وشجاعة، لذلك شارك اقتراحاتك بصراحة مع المريضة التي يهمك أمرها، ثم اترك لها حرية اتخاذ القرار الذي يناسبها، وفوق كل شيء، طمئنها بأنك ستظل إلى جانبها، وتدعمها طوال هذه الرحلة، وهذا كل ما تحتاج معرفته عن كيف نتعامل مع مريضة نفسية ترفض العلاج.