هل يصاب الاطفال بالاضطراب الوجداني ثنائي القطب؟
“يختلف اضطراب ثنائي القطب عند الأطفال عن البالغين في شدته وسرعة تغير المزاج فبدلاً من نوبات متميزة، يعيش الأطفال تجربة متلاطمة من المشاعر المتناقضة، تنتقل بين النشاط المفرط والحزن العميق في وقت قصير هذا التذبذب المستمر ناتج عن خلل في الدوائر العصبية المسؤولة عن تنظيم المزاج، مما يؤثر على قدرة الطفل على التركيز، والتفاعل الاجتماعي، والتعلم.” في هذا المقال سنجاوب على هذا التساؤل و هو هل يصاب الاطفال بالاضطراب الوجداني
جدول المحتويات
الآليات العصبية هل يصاب الاطفال بالاضطراب الوجداني
“يعتقد العلماء أن اضطراب ثنائي القطب عند الأطفال ناتج عن خلل في الدوائر العصبية المسؤولة عن تنظيم المزاج هذا الخلل يؤدي إلى تغيرات في مستويات الناقلات العصبية، مثل الدوبامين والسيروتونين، مما يسبب التقلبات المزاجية الشديدة هذه التغيرات العصبية تؤثر على كيفية معالجة الطفل للمعلومات، وكيفية تفاعله مع محيطه”
أمثلة
“قد يبدأ الطفل يومه بحماس شديد، يشارك في العديد من الأنشطة، ثم ينسحب فجأة إلى غرفته ويرفض التحدث إلى أي شخص”
“قد يظهر الطفل سلوكًا عدوانيًا في المدرسة، مثل مقاطعة المعلم أو مضايقة زملائه، ثم يعتذر لاحقًا ويبدي ندمًا؟
الفرق بين ضطراب ثنائي القطب و فرط الحركة
تتشابه بعض أعراض اضطراب ثنائي القطب واضطراب نقص الانتباه مع فرط الحركة عند الأطفال، مثل فرط النشاط، التهيج، والاندفاع. ولكن هناك اختلافات جوهرية تساعد في التفريق بينهما:هل يصاب الاطفال بالاضطراب الوجداني
- دورة الأعراض: تظهر أعراض اضطراب ثنائي القطب على شكل نوبات تستمر لأسابيع أو شهور ثم تختفي، بينما تكون أعراض نقص الانتباه مع فرط الحركة مستمرة وثابتة.
- مرحلة ظهور الأعراض: غالبًا ما تظهر أعراض اضطراب نقص الانتباه مع فرط الحركة في مرحلة الطفولة المبكرة، في حين تتجلى أعراض اضطراب ثنائي القطب في مرحلة الطفولة المتأخرة أو المراهقة.
- نوبات الاكتئاب: تترافق اضطرابات ثنائي القطب مع نوبات اكتئاب، بينما لا يحدث ذلك مع اضطراب نقص الانتباه مع فرط الحركة.
- نوبات الهوس: يعاني الأطفال المصابون بثنائي القطب من نوبات من السعادة المفرطة (الهوس)، وهو ما لا يُلاحظ في نقص الانتباه مع فرط الحركة.
- النوم: أثناء نوبات الهوس، يقل احتياج الأطفال المصابين بثنائي القطب للنوم، في حين قد يظهر الأطفال المصابون بنقص الانتباه مع فرط الحركة مقاومةً للنوم.
معرفة التاريخ العائلي لكل من الحالتين يمكن أن يساعد أيضًا في التمييز بينهما، حيث إن كلا الاضطرابين يميلان إلى الانتقال في العائلات.
أسباب الاضطراب الوجداني ثنائي القطب
الاضطراب الوجداني ثنائي القطب عند الأطفال، مثل البالغين، له عدة أسباب وعوامل قد تؤدي إلى تطوره. فيما يلي بعض الأسباب المحتملة:
- العوامل الوراثية: يلعب التاريخ العائلي دورًا كبيرًا في زيادة خطر الإصابة باضطراب ثنائي القطب. إذا كان أحد الوالدين أو الأقارب مصابًا بهذا الاضطراب، فإن احتمال الإصابة لدى الطفل يكون أعلى.
- التغيرات البيوكيميائية في الدماغ: يعتقد العلماء أن اضطراب ثنائي القطب يمكن أن يرتبط بعدم توازن في بعض المواد الكيميائية في الدماغ (الناقلات العصبية)، مثل السيروتونين والدوبامين، التي تؤثر على المزاج والسلوك.
- البيئة والتجارب الشخصية: قد تؤثر التجارب الصادمة في الطفولة، مثل سوء المعاملة أو الإهمال، على الصحة النفسية للطفل وتزيد من خطر الإصابة باضطراب ثنائي القطب. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تساهم الضغوطات الاجتماعية والعاطفية في ظهور الأعراض.
- التغيرات الهيكلية في الدماغ: أظهرت بعض الدراسات أن هناك اختلافات في حجم بعض أجزاء الدماغ ووظائفها لدى الأشخاص المصابين باضطراب ثنائي القطب، مما قد يؤثر على تنظيم المشاعر والتصرفات.
- الاضطرابات النمائية والعصبية الأخرى: في بعض الحالات، قد يكون اضطراب ثنائي القطب مرتبطًا باضطرابات أخرى مثل اضطرابات القلق أو اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD).
من المهم ملاحظة أن الأسباب المحددة لاضطراب ثنائي القطب ليست معروفة تمامًا حتى الآن، وغالبًا ما يكون السبب متعدد العوامل، أي نتيجة تفاعل بين العوامل الوراثية والبيئية والبيولوجية. التشخيص والعلاج المبكر يمكن أن يساعدا في إدارة الأعراض وتحسين جودة حياة الطفل.هل يصاب الاطفال بالاضطراب الوجداني
كيفية تشخيص هذا المرض
تشخيص اضطراب الوجدان ثنائي القطب عند الأطفال يتطلب تقييمًا دقيقًا وشاملاً من قبل أخصائي الصحة النفسية، مثل طبيب نفسي أو طبيب أطفال متخصص في الطب النفسي. يشمل التشخيص عادةً الخطوات التالية:هل يصاب الاطفال بالاضطراب الوجداني
- التقييم السريري: يتضمن ذلك مقابلة مفصلة مع الطفل وأولياء الأمور أو مقدمي الرعاية يتم سؤالهم عن الأعراض، تاريخها، شدتها، ومدى تأثيرها على حياة الطفل اليومية كما يتم استعراض تاريخ العائلة الطبي والنفسي، حيث يمكن أن تكون الأمراض النفسية في العائلة مؤشرًا على قابلية الطفل للإصابة.هل يصاب الاطفال بالاضطراب الوجداني
- التقييم النفسي: يتم استخدام استبيانات واختبارات نفسية معيارية لتقييم الحالة النفسية والعاطفية للطفل. هذه الأدوات تساعد في تحديد مدى وجود أعراض الاضطراب الوجداني ثنائي القطب وتحديد شدة الأعراض.هل يصاب الاطفال بالاضطراب الوجداني
- التشخيص التفريقي: من المهم استبعاد الحالات الأخرى التي قد تشبه اضطراب ثنائي القطب في الأعراض، مثل اضطراب نقص الانتباه مع فرط الحركة (ADHD)، اضطرابات القلق، الاكتئاب، واضطرابات طيف التوحد. قد يتطلب ذلك فحصًا شاملاً للحالة النفسية والعصبية للطفل.هل يصاب الاطفال بالاضطراب الوجداني
- التقييم الطبي: أحيانًا يتم إجراء فحوصات طبية لاستبعاد الأسباب العضوية المحتملة للأعراض، مثل اختلالات الغدة الدرقية أو اضطرابات عصبية أخرى.
- ملاحظة السلوك على المدى الطويل: قد يحتاج الأطباء لمتابعة الحالة على مدى فترة من الزمن لمراقبة التغيرات في السلوك والمزاج، حيث أن اضطراب ثنائي القطب يتميز بتغيرات مزاجية حادة قد تتغير على مدار الأسابيع أو الأشهر.
- المعايير التشخيصية: يعتمد الأطباء على المعايير الواردة في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM-5) الصادر عن الجمعية الأمريكية للطب النفسي، أو التصنيف الدولي للأمراض (ICD-10) الصادر عن منظمة الصحة العالمية. هذه المعايير تساعد في تحديد التشخيص بناءً على نمط الأعراض ومدتها.
التشخيص الصحيح يتطلب التعاون بين الأسرة والفريق الطبي لضمان جمع المعلومات الكاملة والدقيقة، وهو خطوة أساسية لتحديد العلاج المناسب وتحسين جودة حياة الطفل.
ما هي طرق علاج هذا المرض
علاج اضطراب الوجدان ثنائي القطب عند الأطفال يتطلب نهجًا متعدد الأوجه يشمل العلاج الدوائي، العلاج النفسي، والتعليم والدعم الأسري. الأهداف الرئيسية للعلاج هي السيطرة على الأعراض، تقليل تكرار وشدة النوبات المزاجية، وتحسين جودة الحياة العامة. فيما يلي أبرز طرق العلاج:هل يصاب الاطفال بالاضطراب الوجداني
- العلاج الدوائي
مثبتات المزاج: مثل الليثيوم، وهي الأدوية الأكثر استخدامًا للتحكم في تقلبات المزاج ومنع النوبات.هل يصاب الاطفال بالاضطراب الوجداني
مضادات الاختلاج: مثل ديفالبروكس ولاموتريجين، تستخدم أيضًا لتثبيت المزاج وتقليل نوبات الهوس.
مضادات الذهان: مثل أريبيبرازول وريسبيبيريدون، تستخدم لعلاج نوبات الهوس الحادة وأحيانًا الاكتئاب.
مضادات الاكتئاب: تستخدم بحذر لعلاج الاكتئاب، وغالبًا مع مثبتات المزاج لمنع حدوث نوبات الهوس.هل يصاب الاطفال بالاضطراب الوجداني
- العلاج النفسي:
العلاج السلوكي المعرفي (CBT): يساعد الأطفال على فهم وتحسين أنماط التفكير السلبية والسلوكيات غير الصحية.هل يصاب الاطفال بالاضطراب الوجداني
- العلاج العائلي:
يهدف إلى تحسين التواصل والدعم داخل الأسرة، وتعلم استراتيجيات التعامل مع التحديات المرتبطة بالاضطراب.
التدريب على المهارات الاجتماعية: يساعد الأطفال على تحسين تفاعلهم الاجتماعي وإدارة علاقاتهم.هل يصاب الاطفال بالاضطراب الوجداني
- التعليم والدعم الأسري:
توعية الأسرة: من المهم أن تكون الأسرة على دراية بطبيعة الاضطراب وكيفية دعمه، بما في ذلك التعرف على علامات النوبات المحتملة والتعامل معها.
برامج الدعم: يمكن أن تستفيد العائلات من مجموعات الدعم والمشورة لمشاركة التجارب والحصول على الدعم.هل يصاب الاطفال بالاضطراب الوجداني
- التدخلات التعليمية:
التعاون مع المدارس: يمكن تعديل بيئة التعليم وتوفير دعم إضافي لتلبية احتياجات الطفل التعليمية والعاطفية.هل يصاب الاطفال بالاضطراب الوجداني
- إدارة نمط الحياة:
النظام الغذائي والنوم: يمكن أن تساعد العادات الصحية مثل التغذية الجيدة والحصول على قسط كافٍ من النوم في تحقيق استقرار المزاج.هل يصاب الاطفال بالاضطراب الوجداني
النشاط البدني: التمارين الرياضية المنتظمة يمكن أن تحسن الصحة النفسية وتخفف من التوتر.
- المتابعة المستمرة:
يتطلب اضطراب ثنائي القطب متابعة منتظمة مع الأخصائيين لضبط العلاج ومراقبة الأعراض.
من المهم التأكيد على أن علاج اضطراب ثنائي القطب يمكن أن يكون عملية طويلة الأمد، ويتطلب تعاونًا مستمرًا بين الطفل، الأسرة، والأطباء العلاج المبكر والمناسب يمكن أن يساهم في تحسين النتائج على المدى الطويل وتحقيق حياة أكثر استقرارًا وسعادة للطفل.
الخلاصة
قد ذكرنا في هذا المقال إمكانية إصابة الأطفال بالإضطراب الوجداني و الفرق بينه و بين فرط الحركة و أسباب هذا المرض و طرق العلاج و نوفر في مستشفى الوعي أحدث التقنيات لعلاج هذا المرض مع فريق طبي ذو كفاءة عالية وسنجد في هذه المستشفى رواد مجال العلاج النفسي في مصر فمستشفى الوعي إسم يتردد و ثقة تتجدد.